فرج فركاش : فلتكن البوصلة هي وحدة ليبيا ووحدة مؤسساتها والتخلى عن منطق الاقصاء والتخوين

 

في استطلاع قامت به المنارة حول ما يجري من التطورات في المشهد الليبي بخصوص الحوارات التي تجري في بوزينقة بالمغرب و جنيف هذه الايام ومستقبل هذه الحوارات استطلعت المنارة اراء نخبة من النشطاء والمحللين السياسيين حول ما يجري في الساحة الليبية والدولية حول ليبيا 

 نقدم لكم اليوم ما علق به  الناشط السياسي فرج فركاش حول  هذا الموضوع

فترة انتقالية  قصيرة محددة  
شخصيا .. نحن مع فترة انتقالية  قصيرة محددة بالزمان .. تتوحد من خلالها الدولة في حكومة توافقية واحدة توحد البلاد ومؤسساتها خاصة الامنية والعسكرية .. وتعالج فيها مشكلة الدستور قبل طرحه على الاستفتاء ..
مرحلة يتم فيها التئام مجلس النواب مهما كانت تحفظاتنا عليه ..ومن خلاله وبالتشاور مع مجلس الدولة تصدر تشريعات وقوانين تنظم الاستفتاء والانتخابات البرلمانية والرئاسية  

(وللعلم ، كل ما ذكر اعلاه هو ايضا من مخرجات برلين بمساراتها الثلاث والتي لا تتعارض مع الاتفاق السياسي ولا مع المبادرات المطروحة الاخيرة) ..
ومرحلة تخف فيها حدة الاستقطاب ..وتتخللها نوع من المصالحة السياسية والمجتمعية ليكون اختيار من يتم اختيارهم لقيادة الفترة القادمة (سواء للبرلمان او ان كانت رئاسية والتي نتمنى ان تكون مرحلة دائمة) على اسس ما سيقدمونه في مشروعهم الانتخابي للنهوض بالبلاد وما سيطرحونه من حلول .. وليس على اساس في اي خندق يتخندق المرشحون ..
او على الاقل على الداعين لانتخابات ان يضمنوا توحيد المؤسسات الامنية والعسكرية وتفكيك ودمج المليشيات والكتائب المسلحة .. وضمان انها ستمتثل للسلطات المنتخبة القادمة .. عندها يمكن الحديث عن الانتخابات .. وربما قبلها الاستفتاء (والذي نراه مستبعد حاليا .. وهذا يعني مرحلة انتقالية .. اخرى .. لكن بوجوه مجهولة .. اخرى)!!

حفتر غير راض  
وحول ما هي الضمانات لتنفيذ مخرجات هذه الحوارات على الواقع من الطرفين والمجتمع الدولي بتطبيق الاتفاق في ظل سيطرة حفتر على المنطقة الشرقية قال الناشط السياسي فرج فركاش :
 
  من خلال المعطيات الحالية وما يتوارد الينا من انباء وما نراه على شاشات وصفحات الاعلام الداعم لحفتر فيبدو ان حفتر غير راض عن هذه التقاربات الاخيرة وعن الحوار في بوزنيقة وجنيف رغم وجود ممثلين له في حوار جنيف او مونترو الاخير الذي تم تحت اشراف منظمة الحوار الانساني  .. ويشعر بتهديد لوجوده ونفوذه ..وتهديد لاستمرار سيطرته على الامور خاصة في برقة .. لذلك رأينا محاولة استغلاله مثلا لموضوع النفط كورقة سياسية لارجاعه للواجهة السياسية من جديد بعد ان اصبح معزولا سياسيا نوعا ما ..

ويرى فركاش أن الهجوم المتعمد من قبل قنواته والاصوات المحسوبة عليه على شخص عقيلة صالح ومحاولة تخوينه واتهامه بالجري وراء مصالحه فقط .. ولكن نجاح حوار بوزنيقة سيضعه في موقف لا يحسد عليه فان عارض هذه المخرجات (التي ستكون من ضمن مدخلات مسار جنيف السياسي وفق مخرجات برلين ولن تفرض بل ستناقش وتعتمد من قبل لجان الحوار اما كلها او بعد تعديلها) فسيعتبر حفتر معرقل وسيعزل اكثر دوليا واقليميا ..  لذلك نرى محاولة حفتر فتح مسارات اخرى منها التقارب مع بعض الشخصيات في مصراتة وايضا محاولة اجراء لقاء قبلي في مصر للمصالحة كما سماه احد الداعمين له ولتقاربه مع احمد معيتيق . 

ونحن كنا نتمنى ان يركز السيد حفتر على المسار الامني والعسكري 5+5 وانجاح مساعي هذا الحوار الذي يهدف ايضا الى توحيد المؤسسة العسكرية وان يترك المسار السياسي للساسة من مجلس الدولة ومجلس النواب الذي من المفترض انه يأتمر بأمره وتحت سلطته .. ولا نعارض دعمه للمصالحة الوطنية ولكن يجب ان تكون بطريقة تجمع الفرقاء وتكون مكملة للمسار والحوار السياسي وليس لغرض قطع الطريق عليها او لسحب البساط من تحتها .

 

ندعم مشاريع ولا ندعم اشخاص
نحن كنا ولا زلنا ندعم مشاريع تفتح الطريق امام الحلول العملية والسلمية في اطار الاتفاق السياسي ومخرجات برلين والمبادرات الاخيرة من شخصيات لها وزنها في مناطقها او على رأس الاجسام التي تترأسها .. ولا ندعم اشخاص مهما كانت اسماءها ..
يرى فركاش  ان بوزنيقة ليست الا محطة هامة في طريق انهاء الانقسام السياسي .. مخرجاتها ستكون من مدخلات حوار مسار جنيف السياسي المرتقب .. ولن تكون قرآن منزل .. وسيكون هناك فرص لمناقشتها وتعديلها ولكنها ستكون اطارا عاما لتوافق المجلسين بعد طول انتظار .. ونجاح بوزنيقة ومن بعدها جنيف ستؤسس لمرحلة استقرار ومصالحة سياسية ووطنية تمهد الطريق للاستفتاء على الدستور ولاجراء انتخابات عامة 

هل المحاصصة امر جديد على الليبيين؟

من يعترض على التقاربات الاخيرة بحجة  "المحاصصة" حسب الاقاليم يجب ان يتذكر ان هذا ما قامت عليه ليبيا منذ تاريخ تأسيسها .. منذ تأسيس لجنة ال 21 .. مرورا بالجمعية الوطنية التأسيسية من 60 عضوا يمثلون برقة وطرابلس وفزان على أساس التساوي العددي بمعدل عشرين ممثلا لكلّ منطقة .. وكانت المحاصصة والعدالة في توزيع المناصب متواجدة في عهد الملك طيب الله ثراه وكذلك في عهد الراحل القذافي .. ولكن هذا كان لا يعني في المقابل اغفال الكفاءات التي حتما تزخر بها هذه المناطق ..
مخرجات بوزنيقة ان خرجت بصورة ايجابية .. فهي حتما  ستزنق البعض في  زنقة ضيقة وتضيق عليهم سبل المناورة وتقطع عليهم طريق الحلول الوهمية التي تم تجربتها ولم تنتج الا الدم والدمار ومزيد من الانقسام .. لذلك نرى تهجم يصل للأسف حد التخوين في شخص المستشار عقيلة صالح وغيره في الطرف الاخر من الداعمين لهذا المسار ..
من يريد المساهمة في توحيد البلاد وانهاء هذا الوضع المتردي عليه ان يساهم في دعم المصالحة الوطنية بهدف المصالحة الوطنية الفعلية وليس لغرض قطع الطريق على التقاربات والحوارات الاخيرة .. وان يركز على دعم المسار الامني والعسكري 5+5 الهادف الى تفكيك المليشيات واعادة دمجها وتوحيد المؤسسة العسكرية والتخلي عن وهم الوصول للسلطة بقوة السلاح او لإقصاء الخصوم فقط لانهم ليسوا على هواه او هوى من يدعمه من  الخارج ..
فلتكن البوصلة هي وحدة #ليبيا ووحدة مؤسساتها بدلا من الاستمرار والامعان في تمزيقها اكثر مما هي ممزقة .. وان نتخلى عن منطق الاقصاء والتخوين واجتثاث الخصوم مهما كلف ذلك من دماء واشلاء على حساب استمرار معاناة "راقد الريح" الذي ليس له ناقة ولا جمل فيما حصل ولازال يحصل ..