نحن نعيش عصر الفيس بوك، لا جدال ولا خصام في ذلك، الفيس بوك أثبت بشكل قاطع أنه أرض خصبة وصالحة للنـزال وللمعارك التي لا تقل ضراوة عن معارك جبهة البريقة الساخنة، البعض فهم الدرس المصري جيدا، وحاول أن يصنع من نفسه نسخة ليبية أخرى من مهندس الثورة المصرية الشـاب ( وائـل غنـيم) رغم الثلوج البيضاء التي اجتاحت جسد وشعر هؤلاء ،
ودخولهم لمرحلة الكهولة وربما الشيخوخة أيضا، ولأن التجربة الليبية مصابة - حسب رأيي - بأنيـميـا حـادة في فئــة الشباب المحـاور والمثقف مقارنة بالتجربة المصرية و التونسية من قبلها، وذلك كنتاج طبيعي لحالة الشلل الثقافي والسياسي الذي فرضه القذافي على الجينات الليبية ما بعد (نكسة) 1969 ، لقد ترك خللا جينيا في مورثات الشباب الليبي - وأنا منهم - فاق كل تأثيرات الإشعاعات النووية في كبرى الكوارث الانسانية، ولهذه السباب انبرى بعض اساتذتنا الكرام من الشيب والشيّاب (إن صح الوصف) لتقلد الصفوف الأمامية في العملية السياسية الانتقالية الحرجة، وهذا شيء جيد بحكم الأسباب السابقة، ولكن وقبل حتى أن نتقاسم كعكة خروج القذافي وأزلامه وقبل ان نرقص ونزغرد في ساحة التحرير الليبية احتفالا بتحرير ليبيا زنقة زنقة من المرتزقة، قبل كل ذلك فوجئنا بحرب أخرى وجبهة جديدة لم نحسب لها حسابا من قبل، إنها الجبهة الفيسبوكية الساخنة، تعالت هتافات شيوخنا الأفاضل وطالت الألسن بعضها بعضا، تناطحت الرؤوس وتناثرت الاتهامات في كل حدب وصوب، ولم نعد نعرف من نصدق ومن نكذب، من نتهم ومن نبـريء، وكدنا نغرق في لعاب المتصارعين على سدة الحكم وعلى آبار البترول العامرةوالسؤال الذي يفرض نفسه الآن ، هل الوقت ملائم للحصحصة السيـاسية ولفتـح جـبهـات ثـانوية في وقت تُـباد فيه مصـراته وتقصف فيه اجـدابيا وترتكب أبشع المجازر في الـزاوية؟ جبهات تشتت الذهن الليبي الذي لم يذق بعد استراحة المحــارب، وتخـلق بـلبـلة لا الوقت وقتها ولا المكان مكانها، وتظل كبيرة الكبـائر هي اختيار ساحة الفيس بوك لخوض هذه المعارك، أتدرون لماذا ؟ لأننا نعيش حالة من الغليان العاطفي، وقد تتحول فيها الشبهة البسيطة وعواهن الكلم الى موجة عارمة من السخط والغوغائية تنتهي بنا الى الفرقة والتصدع الداخلي، لو كان هناك شبهات أو تحفظات ضد أي شخص فالقانون والمحاكم هي ساحة الفصل، وليس صفحات الفيسبوك التي لا يضبطها قانون ولا يلجمها عرف، لاسيما عندما تصدر من شخصيات يفترض أن يتوفر فيها حس المسؤولية وملكة القيادة
ثم إني أستغرب هذا الكم الهائل من الوقت الذي يملكه بعض المسؤولين للمكوث أمام الفيسبوك، لا أعتقد بأن حاكما رشيدا كان ليترك شؤون البلاد والعباد لكي يدردش ويصول ويجول في عوالم الانترنت كالمراهقين، سأطالب مستقبلا بإجراء فحوصات إدمان الفيسبوك قبل ترشيح أي سياسي للمناصب القيادية .. حتى لا نـُضطر إلى رسم سياسات وطنـنا الجـريح عـــبر خـربشـات الحيطـان وأيقـونات الإعجـاب
د. حكـيم اللـيبي
باه تو ويت البداية ووين النهاية يادكتور حكيم الليبي وأنا لم أأسف لشي في حياتي كما أسف لقرىتي لموضوعك والرجاء أحترام وجهة نظري والتي قد تكون غير صحيحة
ردحذفيا صاحب التعليق الاول شكلك تبي تكتب وخلاص, الراجل كلامه واضح جدا: ينصح بعدم المهاترات السياسية بين الاقطاب المختلفة في ليبيا في هذه الفترة بالذات, لا يبي بداية ولا نهاية. لكن هذي عادتكم ولا يمكن اتبطلوا الاراء العقيمة والفلسفة الزايدة!والرجاء أحترام وجهة نظري والتي قد تكون غير صحيحة
ردحذف