الثلاثاء، 28 فبراير 2023

أسعد العقيلي : لماذا ذهب الوزير ؟

 

 


"عش رجباً ترى عجباً ".. يقول المثل الكلاسيكي العربي القديم ..

وقتها كان شهر رجب هو الاكثر شهرة في حدوث الوقائع الغير مفهومة .. او الشديدة الغرابة .. او التي يعجز حكماء دار الحكمة في إيجاد تفسير منطقي لها .


عموماً اياً كان نوع الحدث ومدى غرائبيته وقوة صدمته .. فان انقضاء رجب كفيل بعودة الأمور الى سابق طبيعتها المفهومة . هذا على تقبلنا للمثل العربي وتصديقنا لمن الفه او اخترعه ..

 وللوارثين للمثل الشهير من بعده .

نحن يا سادة يا كرام نمتلك كماً من العجائب تكفي لكل الشهور .. وتفيض حتى على السنة الهندية والصينية .

يمكن إضافة ( المتوالية الليبية ) مع المتواليتين الهندسية والحسابية – المعروفتان - الى منهج الثالثة ثانوي .

وزير العمل الليبي يسافر الى الأراضي المحتلة .. خبر عجائبي

الخبر المنطقي – المُفترض - يقول :

وزير العمل الليبي يقدم خطة استراتيجية متكاملة لتوظيف خريجي الجامعات .

حملة " بجلات " نجاح مُزخرفة .. ولا عمل

ماذا يفعل الوزير في الأراضي العربية المغتصبة .. لا احد يدخلها الا بتصريح إسرائيلي ..

واذلال العابرين على جسر ( الكرامة ) لا يخفى على أي متابع للشأن الفلسطيني ..

وما تنفك معاناة الفلسطينيين .. وقهرهم على المعابر بشكل يومي ..

 ان تبقى  مشاهد طارقة على الضمائر النابضة .

سبقك (القايد) – صاحب شهر الطير .. وأين النار .. " خطرها عالشهور والعجائب " -  في بعثة الحجيج التطبيعية ..  للخروج من ضائقة هتاف :

" بالخبزة والماء قررنا الحيا " .

"باهي" .. القايد لديه ذريعة ..ونسي لبرهة موقفه (الصامد) في مواجهة الامبريالية والغطرسة الامريكية . وتجاهل في ذروة العاصفة ..  الدور (العالمي )  لل ( الجماهيرية العظمى ) .. اقصد فيه تهم تفجيرات واسقاطات ..



انت يا سيادة الوزير .. هل ثمة من فرض عليك طوق حصار؟ ..هل ثمة من سألك عن حال وزارتك ؟.. واشتممت رائحة المؤامرة .. وشرعت في تحسس منصبك ؟..

" زاقب في حوش امريكان سهواً  ؟ " .. " واكل عرق عمال انجليز ناسياً ؟ " ..

 أشياء مُرعبة مثل هذه ؟

يعني " فيه حد قلق منام سعادتك " .. كما يقول اخوتنا المصريين .

 لتبحث عن مخلًص إسرائيلي ..- يفترض حسب قوانين الدولة الليبية وتاريخها الإسلامي العروبي – انه عدو مغتصب لمقدسات المسلمين والمسيحيين العرب الفلسطينيين .

رئيس الحكومة ..

وزيرة الخارجية ..

النائب العام ..

كلكم مسؤولون 

اختم بنص للشاعر والاديب الفلسطيني مُريد البرغوثي في روايته " رأيت رام الله " ..

 بعد عودته زائراً .. من شتات واغتراب دام ثلاثين عاماً :

" قد يخنقك المجرم بشال من حرير وقد يهشم راسك بفأس من الحديد .. وسيضمن مصرعك في الحالتين ......

نسيج السجادة هو المستوطنات . عليها بعض النقوش متناثرة هنا وهناك هي كل " ما تبقى لنا " من فلسطين . وفي الترتيبات التفاوضية الأخيرة خرجوا من منازلنا  لكنهم يواصلون احتلال الطرقات المؤدية اليها . ولهم الحق في ايقافك على الحواجز الأمنية الكثيرة وعليك الانصياع ......

هل يرجع الغريب حيث كان ؟

وهل يعود نفسه الى المكان ؟

يا دارنا

ومن يلم عن جبين الاخر التعب ؟

" .

يا وزيرنا .

اسعد العقيلي ... 27.2.2023

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق