الثلاثاء، 14 فبراير 2023

اسعد العقيلي : فبراير .. مقصلة الطاغية .. وغربال المعارضة

 


عند الحديث عن الظواهر البشرية الكبرى مثل الثورات التي تقتلع الأنظمة  ذات الاوتاد الراسخة . وتقضي على اجهزتها ودوائر حكمها بأشكالها ومسمياتها المتعددة ..  فانه من المألوف البداية بسؤال :

لماذا ثار الناس ؟

والموضوع عن فبراير .. فالسؤال المتوقع والذي ربما سيغدو لازمة سنوية -  ما بقيت  ُمتلازمة :

" يا يوم من أيام القايد -   

هو  : لماذا قامت فبراير ؟

كما احرق نيرون روما .. ثم جلس في شرفة بعيدة منتشياً يغني ..  فيما يرى السنة اللهب تحرق المدينة .

لقد غرس ( القايد ) في احد " لحظات القدر الرهيب "  اوتاد خيمته في كبد مؤسسات دولة الاستقلال الوليدة .. ثم نبش في صندوق الرمال العظيم .. لينثر وصايا :

 الجدب .. والقحط .. والتصحر .

ثم اطلق مُريديه وتلاميذ ( المُدرج الأخضر ) مدججين بالبنادق والسياط .. لملاحقة المواطن..

واجباره على الحضور بكامله .. مع افراد عائلته .. للمشاهدة والمشاركة في  مسلسل " نجوم القايلة " – خرقت مدة العرض كل الأزمنة القياسية – استمر انهمار الدموع وتدفق الدم لأكثر من أربعين سنة

يقول البياتي :

" وقال للجلاد شيئاً وبكى

فاصطفقت وأغلقت أبواب

وانقلبت انية الطعام والشراب

وسكت القيثار

وانطفاء القنديل ثم أسدل الستار "

جرى تعميم صخب الهتاف :

" صفيهم بالدم ياقايد .. سير ولا تهتم يا قايد " ..

تمددت العروض واتسعت .. لتغطي  دقات الزمن ورقعة الجغرافيا :

- حفلة اعدام في مجمع بنغازي الرياضي .. بعد الظهر .

- عروض خنق لطلبة في الحرم الجامعي .. تم غلق الأبواب الرئيسية للجامعة مبكراً .

- مهرجان شنق .. بث مباشرعلى التلفاز ..  في شهر رمضان الكريم .. على مائدة الإفطار .

" أي شنقناهم  .. لا نعرف رمضان لاغيره " .. اكد (القايد) .

- تفاعلية جيش وشعب ولاعبين وحكم وطاقم مراقبي الخط .. دون اعلان او ترويج مسبق :

هجوم بالذخيرة الحية على متفرجين ولاعبين ( الهلال والنصر ) ..

المكان :

المدينة الرياضية بنغازي ..

التوقيت :

حوالي الثانية والنصف ظهراً

الضحايا :

المتفرجين الذين لم يتمكنوا من الفرار .. اغلبهم من " تريبونة الشمس " .. الهجوم الاحتفالي بداء من عندهم .

مدرجات الظل حالفهم حسن الطالع .. نجى معظمهم .. ومنها  استطاع صديقنا " كرنبه " النفاذ بجلده ..

رغم وزنه المفرط .. واصابة ركبته ..

" العزيًز .. ماعندهش الا انا .. وعندها ضغط وقلب وسكر .. ايقولولها اكرنبه مسكوه .. تموت دغري "

افصح كرنبه عن سبب سرعته المُذهلة .

رحمه الله .. توفي بعد فبراير المجيدة .

- تجارب مخبرية بحقن فيروس الايدز في أجساد الأطفال .. مستشفى الأطفال بنغازي .. بين المغرب والعشاء .

 رحل الأطفال .. وسط غموض الاتهامات .. بلغاريات .. طبيب فلسطيني .. فيروس محلي .. فيروس مُعدل .. 

- عروض داخلية خاصة بالسجناء :

رماية بالذخيرة الحية .. وقذف قنابل يدوية .. على سجناء يطالبون بإصلاح احوالهم المعيشية داخل السجن . المكان بوسليم .. طرابلس .

تلك كانت القهرة الأولى للحاجة حميدة جويلي : وفاة ابنها بن عيسى جعودة

- نسف طائرة مدنية .. للخطوط الجوية الليبية .. تناثرت وتبعثرت وتداخلت شظايا الطائرة مع مُزق الضحايا .. اكثر من مائة وستين مغدور .. التوقيت صباحاً .المكان سيدي السايح .. طرابلس

القهرة الثانية للحاجة حميدة جويلي : وفاة ابها الكابتن صالح جعودة .

( القايد) يذكر الفاجعة في حديث عرضي في جامعة سبها بعد أسبوع .

تذكر الحاجة حميدة  حالها في يوم سبت الشكوى ..جالسة في كرسي متحرك ..

 امام مبنى محكمة بنغازي :

"عندي قهرتين مع قهاير الناس" .. وتدعو بدعائها الشهير :

" اجعنك يا قتال ضنانا .. تموت وما تلقى جبانه " .

- حملة انتقام استعراضية لنبش وعرض جثث عند مسجد و ضريح السيد الامام  محمد بن علي السنوسي ..

 المكان الجغبوب .. الزمن 1984

" حسبي الله ونعم الوكيل في اللي ضرب جامعنا ..

انعنهم لا قوة لا حيل .. يارب يا سامعنا "

هكذا انشد الفنان عادل العميري .

هل ثمة وقت ومساحة ورقية لحصر وتعداد جرائم و قهاير (القايد) ؟

اكتفي بهذا القدر .. واترك بقية موضوع فبراير وغربال المعارضة للمقالة القادمة باذن الله

واختم بالبياتي مرة أخرى :

" قافية الهمزة , كانت بغلة عرجاء

يركبها .. كل ليلة ليلاء

كل القوافي أصبحت – يا سيدي – كالبغلة العرجاء

كان زماناً داعراً كان بلا حياء "

 

اسعد العقيلي ... 13 .2 . 2023

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق