الأربعاء، 16 نوفمبر 2022

اسعد العقيلي : طابور السلع القاتلة

 

طابور السلع القاتلة ...


طابور( سادس) ..   وجبهة معاناة  أخرى ..  تضاف الى الجبهات التي يكابدها المواطن الليبي بشكل يومي ..

تلك الطوابير التي  ملً المواطن من ذكر أسمائها .. وهي بالمناسبة  .. لا تدخل ضمن تصنيفات القتال وحالات الحروب ..

 لذا لا تجهز الدولة خطة حربية للقضاء عليها ..

طابور خبزة ..

طابور بنزينة ..

طابور سيولة ..


تصنف جبهات العدو بانها أربعة رئيسية - على رواية الحرب الاهلية الاسبانية -  .. وخامسة تسمى طابور خامس .. وهم الجواسيس والمثبطون ومروجو الاشاعات ..

 تلك التي يتسرب عبرها اليأس وتدعو الى الاستسلام ..

 او يغتالونك  بطلقة غادرة  تأتيك من الخلف .

في حقبة مواجهة الفاشست كان ثمة ( بندة عاكف ) ..

في عهد ( يوم من أيام القايد ) .. تكاثر طابور   ( فاعلي الخير) ..

 يُصبًح جاره بابتسامة الصباح ..

 فيما يخفي في سترته تقرير " امقنط" .. يودي بجاره الغافل الى مقبرة الاسفلت في ( بوسليم ) ..

يضاف في زمان الفساد المتربع على خرائب جغرافيا الوطن  - زمن مربوعة (عقيلة) ..

 وصالون (المشري) .. وخطابات المشير المُتكررة .. الداعية الى الاستعداد لمعركة الحسم - ..

 طابور جديد اخر ..  وظيفته طعن المواطن الليبي في معدته  .. بوجبة ارز بسمتي فاخرة .

نقرأ  الخبر لشرح المقدمة :

مركز الرقابة على الأغذية والأدوية يرفض شحنة 2150 كيس ارز بسمتي وصلت عبر ميناء طرابلس البحري تحتوي شحنة الأرز على حشرات ميتة وحشرات حية وفضلات قوارض ..

يعني " تخليطة  " مكثفة شديدة السمية .. قاتلة عند بلع اول " كاشيك "

ومن لم يمت بالحشرات الميتة .. اجهزت عليه الحشرات الحية .. ومن كان ذا عافية وصحة وصمدت معدته امام  كوكتيل الحشرات  .. لا فكاك له من فضلات القوارض ..

 اكرم الله ابصار واسماع القراء الكرام  وحفظهم ..

شحنة السلعة القاتلة .. تطبق المثل الليبي :

" يا امزوق من بره .. شن حالك من جوا "

يُزين كيس الأرز الهندي الفتًاك   .. برسمة جميلة لوردة وعبارات ساحرة :

- ارز بسمتي ذهبي

- ارز عالي الجودة

 

 

الخبر ليس صادماً – بالمعنى السيكولوجي للصدمة –

ذلك ان سكان العاصمة مُحصًنين .. فقد شاهدو بأم اعينهم ذات ( فتح مبين ) ..

 الارتال  البشعة  لهمج  " البريوش " ..

وهي تُحاصر وتهدد مدينتهم ..

كما انه ليس حدثاً تعيساً مفاجئاً .

فثمة حكاية من عصر قهر الجماهير.. ذات جماهيرية نكباء :

رست سفينة تحمل ارزاً .. السيد المسؤول - بارك الله فيه – في  ميناء درنه .. اثبت ان الحمولة بها اشعاع وغير صالحة للاستهلاك البشري ..

" من هنا .. من هنا " .. فشلت المحاولات ..

 اصر السيد (خ)  على موقفه الوطني .. واخلاصه لوظيفته كمراقب على الأغذية ..

وجدت  له ( العصابة ) دورة لمدة بضع أسابيع خارج الوطن .. عاد ليجد ان الشحنة قد تم إدخالها ..

وتوزيعها على جمعيات ( القايد) التعاونية .. خمسة كيلو رز بربع دينار .. ويا يوم من أيام (القايد) ..

لا احد احصى عدد  الضحايا .. وليس ثمة تقرير بالواقعة .

" وينخر السوس القديم في العيدان " ..

المهم الان هو ان الشحنة الهندية – وأتمنى ان تكون الأخيرة .. وليست بداية لفيلم هندي  -

انتبه لها رجال مخلصون على ثغور الوطن .. وتمت مصادرتها ..

" كثًر الله من امثالهم " ..

في غياب هؤلاء الرجال ..  ربما سيغدو الخبر في السنوات القادمة ..

على هذه الصياغة :

تم ضبط شحنة مستوردة ..  لحشرات ميتة.. وحشرات حية ..

وكمية من نشاط اشعاعي ..  لمخلفات متنوعة .. مخلوطة ببعض حبات الأرز النقي  .

وماذا بعد ؟

" مولاي : لا غالب الا الله

فلتغسل السحابة

ادران هذي الأرض , هذي الغابة "

                                                           

اسعد العقيلي ... 15.11.2022

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق