الخميس، 5 نوفمبر 2020

الشيخ عمران القطعاني كتب : شهادة لله ثم للتاريخ






شهر مايو ٢٠١١م وايام الثورة المباركة تواصل معنا في جمعية نداء الخير الليبي للإغاثة نقيب اطباء مصر و طلب منّا استلام مساعدة عبارة عن اربع مقطورات كل مقطورة مابين خمسين الى ستين طن من المواد الغذائية الاساسية و حافلتين واحدة فيها اطباء والاخرى طلبة كلية الطب لزيارة مهد الثورة بنغازي زيارة رسمية ، حافلة الاطباء صرحت لهم الاستخبارات العسكرية المصرية بالعبور و دخول الاراضي الليبية واما حافلة الطلبة رفضت الاستخبارات العسكرية ادخالهم بسبب الخدمة العسكرية و كانت حجة لمنع شباب ثورة يناير للدخول الى ليبيا، عموما دخلت مع حافلة الاطباء و معنا مقطورات الاغاثة خلف الحافلة، اغلبية الاطباء لم يسبق لهم زيارة ليبيا فطلبوا مني ان يتعرفوا على مدن وقرى ليبيا مادام دخلنا نهاراً فطلبت من السائق ان يسلك الطريق الساحلي ومررنا بمدينة طبرق ثم درنة ومن درنة سلكنا طريق الساحل من كرسة الى رأس الهلال حتى مدينة شحات ومنها الى مدينة البيضاء وتوقفنا عند ضريح الصحابي الجليل رويفع بن ثابت الانصاري رضي الله عنه، فطلب الوفد التعرف على ضريح الصحابي عن قرب والتقاط الصور ، وقبل ان نركب للحافلة وكان منظراً ملفت للنظر توقفت سيارة امام الحافلة و نزل منها شخص سلم علينا و قال من المسئول عن سيارات الاغاثة ؟ فقلت له تفضل فقال لي عرف بنفسك فعرفت بنفسي ثم قال لي اسمي مفتاح بوالنافرة عندي جمعية إغاثية بمدينة البيضاء وعندنا عائلات ارامل وايتام و فقراء ومساكين معتمدين على الله ثم علينا منذ اعوام و بسبب الثورة و سحب القذافي للتموين من مخازن المنطقة الشرقية بعد اندلاع ثورة مصر فاصبحنا  في وضع صعب جدا و عندنا ازمة حقيقية بسبب تخزين الناس وقلة التبرع خوفا من إطالة الحرب واريد منكم ان تتكرموا على محتاجي هذه المدينة و جيران الصحابي رويفع الانصاري عل الله يكتبها في ميزان حسناتكم ويستر عليكم كيف ما تستروا علينا في جمعيتنا إذ يقصدها الجياع والمحتاجين ووعدناهم بفرج الله فنرجوا منكم اعطاءنا سيارة واحدة من هذه الأربعةمع انها لا تكفي المحتاجين لكن جهد المقل ونقسم على المحتاجين شوية شوية الى ان يفرج الله. كان رئيس الوفد يستمع الى كلام الاخ مفتاح بوالنافرة ايضا،

موقف صعب بالنسبة لي لاني لا اعرف الرجل و لم اسمع به ولا اعرف صدق ما يقول، عندها تدخل الاخ الفاضل الحبيب الى القلوب عصام سلطان و تحدث مع رئيس الوفد و زكى الرجل وعندها قال رئيس الوفد علشان وجه الرجل الذي يوحي بالصدق والامانة سنعطيه إكراما له على خدمة فقراء ومساكين مدينته مقطورتين مش وحدة بس فتهلل وجهه و فرح فرحاً شديداً و شكرهم و سلم علينا مصافحة و انصرف ولَم اره بعدها الا في خبر استشهاده على ايدي المداخلة وبقايا الازلام و عبيد الاسير المهزوم قدموه مع امس خطاب و موسى العبد قرباناً لصنمهم الجديد وما كان قتل مفتاح قتل رجل واحد وانما قتلوا معه المئات من الايتام والارامل والفقراء والمحتاجين ، فرحمك الله رحمة الأبرار وجمعك مع سيد الابرار في جنة عرضها السموات والارض وفضح الله قاتليه ومزقهم كل ممزق...

هناك تعليق واحد:

  1. رحمة الله عليه نسال الله العالي العظيم ان يسكنه فسيح جناته

    ردحذف