الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017

د. فرج دردور : ليبيا ضحية انعدام ثقافة الاستقالة ومنع تداول السلطة.........!!





من علامات الساعة إسناد الأمر إلى غير أهله. حيث قال الإمام البخاري رحمه الله: باب من سُئِلَ علماً …. أجاب السائل. حدثنا محمد بن سنان، قال: عن أبي هريرة قال: (بينما النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي، فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث،…. قال: أين أراه السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله، قال: فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها، قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).
في أي دولة من دول العالم الثالث التي تمارس فيها الديمقراطية بشكل منقوص، يمكن أن يوجد بها ثقافة الاعتراف بالفشل، والاعتذار بتقديم الاستقالة كتعبير عن هذا الفشل. هذا السلوك الحضاري لم يقم به أغلب الذين تولوا مناصب في ليبيا، وللأسف. لا بل أن بعضهم اختلق كل الذرائع حتى يستمر في السلطة والاستفادة من المال العام ولو على سبيل النهب والسرقة وعقد الصفقات المشبوهة. وقد ذهب بعضهم إلى إشعال نار الحرب وهو يرفع شعارات ظاهرها وطني وباطنها منفعي مصلحي، لا تغني ولا تسمن من جوع.
الواجب الوطني الذي يحتم على كل من فشل في مهمته أن يقدم استقالته، ولا يتذرع بأن الذي سيأتي بعده لن يستطيع فعل ما فشل فيه هو. حيث لاحظنا أن بعض من استمروا في مناصبهم على الرغم من انتهاء صلاحيتهم، يتحججون بأنهم اكتسبوا خبرة من خلال مناصبهم، لا تتوفر في غيرهم، وكأن ليبيا مختبر تجارب يتدرب فيه كل هاو سلطة.....
التداول السلمي للسلطة هو طوق النجاة الوحيد للخروج من أزمة ليبيا، ونظام المحاصصة الذي يدفع به الجهويين، لن يكون إلا وبالاً على البلاد، لأنه يحرم الطامحون في المناصب، فرص المنافسة بينهم لتقديم الأفضل حتى يرضى الناخب، لا بل ستضرب الديمقراطية في مقتل، لأنها لا تحترم مبدأ المواطنة الذي يتساوى فيه الجميع، ولا فرق بينهم إلا بما تبرزه جهودهم.

د. فرج دردور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق