الأربعاء، 1 فبراير 2012

ابراهيم جبريل : لابد أن يقال ( 2 )



"انَّ انسب الاوقات لتصحيح المسار، هو لحظة الأنحراف عنه"



·        رغم اننا على أبواب مرور عام على انطلاق ثورة 17 فبراير، ورغم أيماننا وقناعتنا بأن التغيير لايحدث بين يوم وليلة، الا أن المراقب للاحداث فى ليبيا يستطيع ان يُجزم انه اذا ما أستمر الحال على هو عليه الآن فأن هذا التغييرقد لا يأتى على الاطلاق.



مازلنا نعانى من تمركزأزلام النظام فى أكثر مراكز الدولة حساسية.  يشعر المراقب أن الذى حدث فى ليبيا هو انقلاب بعض أتباع القذافى وابنه على البعض الآخر..فكل يوم يخرج علينا أسم جديد، ممن عُرفوا بولائهم للاب أو الابن، بصفته مسئول على هذا الجهاز، أو تلك الاموال، أو هذه المشاريع...تماما كما كان يحدث أيام المشاريع الوهمية التى صار نتيجتها العديد من أصحاب الملايين، أو المليارات.




·        مازال المجلس الوطنى الانتقالى المؤقت يُمرر الملايين هنا وهناك، رغم وجود حكومة تُسيّرأمور البلاد..فها هو الاستاذ على الترهونى يُمرر (3) مليون دولار الى بعض المستشفيات الامريكية، متجاوزا بذلك كل القنوات الرسمية، على رأسها السفارة الليبية فى واشنطن. ولا يمكن الا ان نسأل مرة أخرى: ما هى صفة الاستاذ على الترهونى الرسمية اليوم؟ وبأى حق يتصرف الاستاذ على فى ملايين الليبيين رغم وجود وزير للصحة ورئاسة للوزراء؟



·        مازال الاستاذ مصطفى عبد الجليل يُصر على التصرف بصفة شخصية مستخدما تلك الاساليب المعمرية القديمة. فها نحن نرى ونسمع عن هذا المسؤول سيء السمعة، أو ذلك اللص المشبوه من عهد الطاغية الذى نُصّب وصيا على مقدرات ليبيا، الخ، ولكن اذا ما حاول أحد الاعتراض أو تغيير أحد هذه الشخصيات يُقال له (هذا من طرف “الحاج”)، أو (هذا “موصى عليه الحاج”).  ألم يعلم “الحاج” اننا انما قمنا بالثورة ضد هذه الصور من الوساطة والفساد؟ وهل يملك الحاج الحق فى تعيين من شاء دون معايير وانظباطات أهمها القدرة والكفائة والوطنية..وهل للحاج الحق فى تعيين كل المسؤليين فى الدولة؟ أم أن هناك عناصر أخرى ينبغى أن تُستشار؟



·        يبدو وكأن هناك ازدواج فى شخصية ليبيا. فالذى يزور طرابلس وبنغازى (كمثالين للمنطقتين الغربية والشرقية)، يشعر انه قد زار بلدين، لا مدينتين. ما زال المواطن الليبى خارج طرابلس يعيش مهمشا بالكامل، فالشعب فى بنغازى يعيش حالة غليان وأحتقان ، والمسؤلون فى طرابلس يتعاطون السياسة اليومية وكأن ليبيا هى طرابلس فقط.  المعاملات اليومية تختلف من هنا لهناك...وكذلك القانونية والمالية. فرجال الاعمال فى المناطق الشرقية مُلزمون بدفع مبلغ مالى يُعادل 100٪ من قيمة أى أعتماد يُفتح، فى حين يُطالَب رجال الاعمال فى طرابلس والمناطق الغربية بدفع 25٪ فقط من قيمة الاعتماد! فهل هناك قانون للغرب وقانون للشرق؟



·        لقد تعود الشعب الليبى أن يسمع من الاستاذ مصطفى عبد الجليل كل انواع الوعود..لكنه رأى القليل جدا من التطبيق.  ويبدو أن الاستاذ مصطفى عبد الجليل يعتقد أنه يملك مفاتيح خزائن ليبيا!  فكلما تصاعدت اصوات المعتصمين بالاحتجاجات والانتقادات، خرج عليهم الاستاذ مصطفى عبد الجليل مبشرا بأنه (وليس الحكومة) “سيُعطى” هذا ، ويُرقّى ذاك، ويعفو عن هذا ، ويلغى ذاك...ولا يملك المراقب أو المستمع الا ان يشعر “ما أشبه اليوم بالأمس”!! نريد أن نذكّر الاستاذ مصطفى عبد الجليل بأن الشعب الليبى قام بالثورة لكى تُصنع القرارات داخل مؤسسات، وبشكل شفاف ، من خلال القنوات المؤهلة المسؤولة...لا أن يخرج علينا “الحاج” بمنحة هنا، ووعود هناك، اعتقاد منه أن ذلك سيُسكت الاصوات ويُذهب الاحتقان.   



·        أجهزة الدولة تبدو وكأنها تتحرك وتعيش وتعمل فى عزلة تامة عن المواطن. لايربط الجهتين رابط.  المواطن الليبى لا يعلم على الاطلاق ما يدور فى دهاليز الدولة.  فلا متحدث رسمى باسم المجلس الوطنى الانتقالى المؤقت، ولا متحدث رسمى بأسم الحكومة، يخرج بشكل دورى ثابت ليشارك المواطن فى ما يدور وراء الكواليس.  الشوارع والميادين تأكلها الاشاعات، البشر يتعاطون الاخبار النصف صحيحة، يبلورون الافكار والانطباعات عن هذا ، والاحكام عن ذاك، كل ذلك فى غياب مسئول واحد يحترم حق هذا المواطن الذى دفع أكثر بكثير مما دفعه أغلب أصحاب المناصب...متى يا سادتى نحترم المواطن؟ متى نعطه حقه من الآدمية؟ متى نشعر ان المسؤول هو ماجور لدى المواطن، وأن حقبة الاستعباد والاستكراد والتهميش قد ولّت؟



·        من هو المسؤول عن مراقبة المجرمين المسجونين أمثال سيف القذافى؟ عبد الله السنوسى؟ وغيرهم..ولماذا نرى صور لهذا المجرم سيف فى جلسات ولائم وليس سجن؟ ولماذا نسمع عن أخباره وكأنه فى فندق 5 نجوم؟ لماذا لم تقم الدولة حتى الآن بالمطالبة الحثيثة بأسترجاع المجرمين الهاربين أمثال أبناء الطاغية؟ لماذا لم نسمع حتى الآن أى أخبار عن تطور ملف محاكمة هؤلاء المجرمين؟ ماذا حدث لموسى كوسى وأمثاله؟ أم أن هناك اتفاقات قد تمت ، ومبالغ تم تداولها، ومن ثم نسمع عن هروب هذا والعفو عن ذاك..



·        هذه الثورة قد تم سرقتها..قد تم الاستيلاء عليها من قبل عناصر معمر وابنه سيف..وبات أصحاب الحق الاصليين يقفون فى الطوابير بالساعات، يمدون أيديهم...يتراكمون فوق بعضهم..فاليوم أشاعة بأن الرواتب قد نزلت، وغدا أشاعة عن توزيع دولارات...فما أشبه اليوم بالأمس! المواطن يلهث وراء كرامته، ومجلسنا الوطنى المؤقت يريد اسكاته برغيف خبز! المواطن يعيش نازحا مثل اللاجئين ، يتراكمون الاب والام والاطفال فى غرفة مؤقتة واحدة، وهذا مسؤول واحد يقيم فى “جناح رئاسى” فى أحد فنادق طرابلس بتكلفة 3500 دينار فى الليلة الواحدة!!



·        اننى أدعو كل شرفاء ليبيا الذين خرجوا فى الايام الاولى للثورة ... وصمدوا.  الذين يؤمنون بأن للانسان الليبى كرامة وعزة تتجاوز الـ 2000 دولار، والخبز والزيت والطماطم...أولائك الذين ثاروا على الظلم والقهر والفساد..وقدموا فى سبيل تغيير ذلك الواقع المؤلم كل شيىء...أدعوهم جميعا أن يخرجوا يوم 17 فبراير القادم ، لا للاحتفال ، فأن الثورة بعد لم تنتهى، ولكن لتصحيح المسار، لاسترجاع حقهم...لاسترجاع هذه الثورة...أدعوهم أن يخرجوا بمنتهى الهدوء والسلمية والمدنية...أن يملؤوا الميادين العامة..أن يرفعوا الشعارات أننا نحن أصحاب الثورة ، وألايهنوا أو يتراجعوا يوم بعد يوم حتى يرضخ هذا المجلس الوطنى الانتقالى المؤقت لمطالبهم...وأن تحتوى مطالبهم على الآتى:



1.    العزل الفورى لكل العناصر المحسوبة على معمر أو ابنائه، وخاصة فى المجالات المالية والعسكرية والاستراتيجية

2.    الشفافية التامة فى ادارة كل شؤون الدولة

3.    تقديم تقارير مالية دقيقة عن كل الاموال التى دخلت الى ليبيا منذ اندلاع الثورة وأوجه صرفها

4.    تقديم تقارير الذمم والعُهد المالية لكل أعضاء المجلس الوطنى الانتقالى المؤقت بما فى ذلك المستقيلين والمكتب التنفيذى السابق

5.    توقف الاستاذ مصطفى عبد الجليل فورا وبالكامل عن التدخل فى تسيير شؤون البلاد وأعطاء الحكومة المؤقته فرصة للدفع بالبلاد الى الامام دون الازدواجية المقلقة التى يمارسها المجلس وخاصة الاستاذ مصطفى عبد الجليل

6.    التزام المجلس الوطنى الانتقالى المؤقت والحكومة المؤقته بالتواصل المباشر والمستمر مع المواطن الليبى بشكل يحترم ذكائه وكرامته وعزة نفسه.





 الى أن نلتقى فى عددنا القادم بأذن الله، هذا بعض ما شعرت فى وقتنا هذا انه لابد أن يُقال



ابراهيم جبريل

29 يناير 2012

هناك 3 تعليقات:

  1. عفوا نحن نتفق فى بعض المواضيع لكن هل ممكن تعرفنا بحضرتك ولمادا الان ..............غريب الامر

    ردحذف
  2. العجز يا أخي العزيز ليس في المجلس ولا السيد عبد الجليل فهذا هو المنظور السطحي للواقع الليبي الحالي !.. الواقع أن لا حكومة الكيب ولا المجلس الوطني قادران على إنتشال ليبيا من هذا المأزق التاريخي الذي نتخبط فيه .. فالواقع الليبي مختلف تماما عن واقع مصر وواقع تونس واليمن !.. فليس ثمة دولة في ليبيا الآن إلا بمفهوم الدولة في المجتمع الدولي أي وجود وطن وشعب وسلطة أما الدولة كجهاز حكومي فهي لا وجود لها .. فنحن حينما حطمنا سلطة القذافي المركزية والشمولية والديكتاتورية لم نجد تحت أنقاض هذه السلطة دولتنا الليبية الحديثة التي كان القذافي قد دمرها بالكامل منذ أربعين عام !!!.. فما هو الحل للنهوض من هذه الكبوة التاريخية !؟... الحل من وجهة نظري هو العودة لنقطة التأسيس الأولى التي أسس الأباء المؤسسون على أساسها ليبيا أي العودة للعقد الإتحادي الفيدرالي الليبي .. فنقيم سلطات ومؤسسات حكم في إقليم من أقاليم ليبيا التاريخية والأسياسية الثلاثة (طرابلس وبرقة وفزان) بحيث تدير كل سلطة شئون الإقليم الذي تعمل فيه وتحقق فيه الأمن والنظام والإعمار .. وتكون هناك سلطة ومؤسسة حكومية إتحادية فيدرالية (حكومة إتحادية وبرلمان إتحادي "مجلس أمة" ورئيس إتحادي) تشرف على عمل هذه السلطات والحكومات الإقليمية الجهوية وبهذا يمكننا أن ننطلق في النهوض وبناء ليبيا الجديدة أما الإستمرار في هذا النهج الحالي فلن يجرنا إلا للفشل وتردي الأحوال وقد تتعالى وسط مشاعر الإحباط بسبب الفشل العام والعجز العام الدعوات الإقليمية الإنفصالية بتأييد كبير في بعض الأقاليم وربما بتأييد دولي خبيث !!!.. فالدعوة الوطنية الفيدرالية - يا قوم - هي الأسلم والأسرع والأكثر فعالية في الواقع الليبي المأزوم وهي صمام الأمان أمام النزعات الإنفصالية وسيأتي اليوم الذي سأذكركم به بقولي هذا !!.. حيث قد تكون الفيدرالية يومها حلم الليبيين الوطنيين بعد أن فرطنا فيها في لحظة تاريخية خطيرة كانت فيها هي العلاج الفعال الوحيد ولات حين مندم !.

    ردحذف
  3. ينصر دينك ياستاذ جبريل هوهذا اللي نبي نقوله ومعرفتش كيف انطلعه انت المفروض تشد بدل الحاج

    ردحذف