الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

د.فتحى حمد بن شتوان : الثورة الليبية من الروية الى تحقيق الاهداف ( برنامج مقترح )


الثورة الليبية من الروية الى تحقيق الاهداف
برنامج مقترح

د.فتحى حمد بن شتوان
المقدمة
ان سر استمرار الثورة الشعبية الليبية هو ان جذورها ودوافعها ومحركاتها داخلية بحثة فلم تكن وليدة دوافع خارجية او ايدلوجية، ولكنها كانت ردا على المعناة والواقع المرير الذى يعيشه الشعب واستجابة الى مبادى الحرية والدمقراطية والعدالة الاجتماعية وغيرها من المبادى المترسخة فى وجدان الشعب الليبى. وقد رد النظام على هذه الثورة االسلمية بعنف منقطع النضير وامعن فى الاعتقال والتعذيب والقتل والتشريد والتدمير والاغتصاب لكسر ارادة الشعب واخضاعه، وتحولت الثورة الشعبية السلمية الى ثورة مسلحة وكفاح مسلح من اجل تحرير الارض وبناء ليبيا الدمقراطية الحرة واصبح ثوار 17 فبراير هم وقود الثورة وقادتها، فهم شباب ثورة المعلومات ,وكما استعملوا سلميا ادواتها ومقدراتها بكل كفاءة فى كسر الحصار الاعلامى، وفضح النظام والمناداة بالثورة والتغيير، فانهم عند الحاجة امتشقوا السلاح واستخدموا ادوات ووسائل الحرب فى الدفاع عن انفسهم وتحرير ارضهم، وابدعوا ابداعا كبيرا فى التخطيط العسكرى وحرب العصابات والمدن وحققوا انتصارات عظيمة فى دحر قوات النظام وتحرير الرض، لاكن التحديات التى تواجه الثورة كثيرة ومتشعبة، وقد كان التشكيل المبكر للمجلس الوطنى الانتقالى استجابتا سريعة لمواجهة هذه التحديات.

لاكن الرغبة فى التحرير والتغييرغير كافية لتحقيق النصروتحريرالارض، والتحول لدولة دمقراطية حرة. فالضرورة تقتضى وقفة تقييم للثورة ومعرفة نقاط القوة والضعف فيها وما تواجهه من تحديات وما يتاح لها من فرص، ووضع برنامج عام للثورة عبر مراحلها المختلفة  يعمل بشكل مباشر على تحقيق روية الثورة واهدافها.
اسباب ومقدمات الثورة
هناك مجموعة من الاسباب والمقدمات التى ادت فى مجملها الى قيام الثورة الشعبية وتحقيقها لهذه النجاحات الباهرة، نذكر منها:
(1)             انفصال النظام عن الواقع: النظام يعيش حالة انفصال كبيرة عن الواقع، بين مايعلن من مبادى الحرية وسلطة الشعب والعدالة الاجتماعية، وشعارات السلطة والثروة والسلاح بيد الشعب، وبين الواقع المعاش المتصف بالكبت ومصادرة الحريات والاستغلال والفساد والفقروغيرها والذى خلق فراغ كبير بين مايعلن ويتم الدعاية له وبين الواقع المعاش.
(2)             التحيز الكامل للتخلف وترسيخه (الخيمة تنتصر على القصر):عدم رغبة النظام من تقديم اى نموذج للتحول الاقتصادى والاجتماعى، وايقاف كل خطط التنمية وعدم تحقيق الاهداف التنموية فى التعليم والرعاية الصحية ومكافحة الفقر وعدالة التوزيع وغيرها، وابقى ليبيا دولة متخلفة وفقا لكل مقاييس التنمية بالرغم من الطفرة النفطية، فليبيا حكومة غنية لشعب فقير.
(3)             نشر الفساد والافساد الممنهج: نشر النظام الفساد الاقتصادى والمالى والاخلاقى الى ان وصل الى مقاييس لامثيل لها، واستخدمه كاداة لاخضاع الناس والتحكم فيهم وتوجيههم، وترسيخ تخلف المجتمع، ومكنهم من جمع ثروات هائلة (نراها الان منتشرة فى كل انحاء المعمورة).
(4)             استخدام سياسات التفريق والتمزييق (فرق تسد): وهى سياسة استعمارية قديمة، وقد اعتمد فى ذلك على نشر القبلية والجهوية والانتماء القبلى، ونشر الفتن بين القبائل، وتحريضهم بعضهم على بعض، كما استعمل كثير من الشعارات التى تبدو للوهلة الاولى كاشعارات ثورية لتفريق الناس ونشر الفتن بينهم، مثل شعارات البيت لساكنه والتجارة ظاهرة استغلالية، وشركاء لااجراء وغيرها.
(5)             سياسة التخويف والرعب والارهاب: سياسة اتخذها النظام من بداياته الاولى وهى تعتمد على نشر اجهزة الامن فى كل مكان ومتابعة الناس وايهامهم بانهم مراقبين، ونشر الارهاب والرعب فى النفوس بالقتل والاعدامات فى الشوارع والمياديين العامة.
(6)             الكبت ومصادرة الحريات وقتل كل اشكال التعبير والابداع واغلاق كل ابواب التداول السلمى للسلطة (توريث الابناء)، بالاضافة الى ابشع اساليب القمع والتشريد والتعذيب والقتل التى قام بها ضد معارضيه واتباعه على حدا سواء.
(7)             ان مايحصل فى ليبيا تجاوز كل مقاييس الدكتاتورية والاستبداد والقهر الى الحكم المالك الذى يملك كل شى الارض ومن عليها، وتحول نظام الحكم الى استعمار محلى (ولعله خارجى) واصبحت العلاقة بين الشعب والحاكم هى علاقة بين الشعب ومستعمره.
(8)             لقد فشلت كل اشكال المعارضة والتيارات السياسية الليبية فى اختراق الواقع الليبى المزرى، وتحقيق اى نوع من التغيير بالرغم من المحاولات المتعددة والمجهودات الكبيرة التى بذلت.
(9)             مع انتشار ثورة المعلومات بدا الشباب فى الانتقال الى الفضاء المعلوماتى وشبكات التواصل الاجتماعى وزادت نسبة استخدامهم لها فارتفع وعيهم السياسى والمعرفى وزادت معرفتهم بواقعهم، وقد ادى هذا الواقع الافتراضى الى فسحة كبيرة فى الحرية مقارنة بالواقع الحقيقى حيث القمع ومصادرة الحريات.
(10)        اجتاحت الوطن العربى موجة من الثورات الشعبية بعد الفشل فى اجراء اى اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تتجاوب مع تحديات العصر، والوضع المزرى والمتخلف فيها، وكانت الشرارة الاولى من تونس وبنجاحها اعطت قوة معناوية عالية واصبحت تمثل الدرس المستفاد. ثم خرجت الثورة من مصر واعادت للاذهان دور مصر القيادى، واعطت للثورة الشعبية العريبة قوة وزخم كبيريين.
(11)        اطلت الثورة الليبية من بين الثورتيين فى تونس ومصر بثورة شعبية سلمية اذا ماقورنت بنموذج الثورتيين فى تونس ومصر، فانها قد انجزت مهامها فى وقت قياسى، اذ سقط النظام  سياسيا واخلاقيا ورمزيا من الاسبوع الاول من قيامها.
(12)        ان سر نجاح الثورة الشعبية الليبية هو ان جذورها ودوافعها ومحركاتها داخلية بحثة فلم تكن وليدة دوافع خارجية او ايدلوجية، ولاكنها كانت ردا على المعناة والواقع المرير الذى يعيشه الشعب واستجابة الى مبادى الحرية والدمقراطية والعدالة الاجتماعية وغيرها من المبادى المترسخة فى وجدان الشعب الليبى.
(13)        رد النظام على الثورة الشعبية السلمية بعنف منقطع النضير وامعن فى الاعتقال والتعذيب والقتل والتشريد والتدمير والاغتصاب لكسر ارادة الشعب واخضاعه كانه يريد ان يقول لهم "اصبرو على دكتاتوريتى وظلمى ونهبى لاموالكم لانها اقل كلفة من الثورة على والتى ستكلفكم حياتكم وحباة اولادكم ودمار بلادكم وحرق نفطكم"  اى اراد ان يقول "ان عبوديتكم اقل كلفة من حريتكم" ولكن الشعب اصر على نيل حريته وكرامته واعتبر ان ثمن الحرية ثمنا باهضا مطلوب للدفع ولاكنه سيضل دائما اقل من ثمن  العبودية والقهر والتخلف.
(14)        تحولت الثورة الشعبية السلمية الى ثورة مسلحة وكفاح مسلح من اجل تحرير الارض وبناء ليبيا الدمقراطية الحرة واصبح ثوار 17 فبراير هم وقود الثورة وقادتها، فهم شباب ثورة المعلومات، وكما استعملوا سلميا ادواتها ومقدراتها بكل كفاءة فى كسر الحصار الاعلامى، وفضح النظام والمناداة بالثورة والتغيير، فانهم عند الحاجة امتشقوا السلاح واستخدموا ادوات ووسائل الحرب فى الدفاع عن انفسهم وتحرير ارضهم، وابدعوا ابداعا كبيرا فى التخطيط العسكرى وحرب العصابات والمدن وحققوا انتصارات عظيمة ستتوج باذن الله بالنصر وتاسيس دولة ليبيا الدمقراطية الحرة.
(15)        لقد اخرجت لنا الثورة الشعبية احسن مافى الشعب الليبى من الشجاعة والتضحية والمروءة والحب والايثار والنجدة والتسامح والمهارة والابداع  واخرج النظام اسو مافيه من الحقد والكراهية والجهل والسرقة والنهب والضرب والتعذيب والقتل والتدمير.
مراحل الثورة
الثورة الشعبية الليبية المسلحة يمكن تقسيمها الى ثلاثة مراحل مترابطة، وكل مرحلة من مراحلها تتميز بطبيعتها، والياتها، وادوارها، وادواتها الخاصة بها، وهى مرحلة التحرير، والمرحلة الانتقالية ومرحلة البناء.
أ‌-       مرحلة التحرير
وهى المرحلة الممتدة من بداية ثورة 17 فبراير الى ان يتم تحرير الارض وانتهاء النظام. وتعتبر من اخطر المراحل واكثرها تكلفة، اذا يعتمد نجاح الثورة بشكل كبيرعلى نجاح هذه المرحلة. ويلعب الثوار الدور الرئيسى فى هذه المرحلة بالاضافة الى ضرورة وجود حكومة تحرير تدير هذه المرحلة (المجلس الوطنى الانتقالى).
ب‌-  المرحلة الانتقالية (مرحلة البناء الدستورى)
وتبدا هذه المرحلة بسقوط النظام الى بداية قيام دولة ليبيا الحرة بسلطاتها ومواسساتها الدستورية الدائمة ويتم فيها البناء الدستورى ونقل البلد الى وظعية دستورية مكتملة. ويدير هذه المرحلة مجلس رئاسة انتقالى وحكومة انتقالية.
ت‌-  مرحلة البناء
وهى المرحلة النهائية التى تبدا مع انتهاء الانتخابات وتسلم اول السلطات الدستورية الحكم. وفيها يتم بناء ليبيا الجديدة وبلورة نموذج جديد للتحول السياسى والاقتصادى والاجتماعى وتحقيق النمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
 الروية والاهداف
الثورة الشعبية يجب ان تلزم نفسها بصياغة روية مشتركة وواضحة ومحددة، فالرغبة فى التحرير والتغيير لابد ان تسبقها روية واضحة لاتجاه الثورة، والتى تحول الى اهداف  فتعطى المعنى والاتجاه لهذا التغيير، فالروية والاهداف تتجمع حولهما ارادة الشعب، وتكون زاد له فى كفاحه وتضمن عدم الانحراف عنها او الاختلاف عليها وضياع جهد ونضال الليبيين.ويمكن صياغة روية الثورةالشعبية الليبية كالات
الروية
مستقبل يكون فيه الشعب الليبى قد حرر ارضه وحقق حريته، واصبح سيد قراراته واختياراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مستقبل تعود فيه ليبيا الى نفسها وتتصالح مع ذاتها ,مستقبل نحقق فيه الدمقراطية والعدالة الاجتماعية,ونجمع فيه بين وطنيتنا وعروبتنا واسلامنا، مستقبل نحقق فيه امننا ,ونبنى اقتصادنا وصولا للرفاهية، مستقبل نبنى فيه علاقاتنا وفقا لسيادتنا ومصالحنا وقيمنا، كل ذلك فى اطار دولة ليبية دمقراطية حرة، دولة المواسسات والقانون، دولة الشفافية والتداؤل السلمى للسلطة والتى ينظمها ويواطرها الدستور والقوانيين التى يصنعها الشعب.
الاهداف
يمكن تحديد عشرة اهداف رئسية للثورة (الاهداف العشرة للثورة)
(1)             تحرير الارض واسقاط النظام.
(2)             تحقيق الحرية ليصبح الشعب سيد قراراته واختياراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
(3)             تحقيق المصالحة الوطنية.
(4)             تحديد معالم النظام السياسى والاقتصادى والاجتماعى الجديد.
(5)             اقرار الدستور والقوانيين والتشريعات الجديدة.
(6)             تحقيق الدمقراطية والعدالة الاجتماعية.
(7)             بناء الاقتصاد وتحقيق الرفاهية.
(8)             الوصول الى دولة القانون والمؤسسات والشفافية والتداول السلمى للسلطة.
(9)             تحقيق الامن وبناء جيش قوىوموسسات ا منية منظمة.
(10)        بناء العلاقات الخارجية وفقا للسيادة والمصالح والقيم.

نقاط القوة التى يمكن ان يبنى عليها

(1)             شرعية الثورة الشعبية وعدالة قضيتها كشعب يكافح من اجل التحرر من الظلم والاستبداد والاستغلال والقهر، وبناء دولته الجديدة.
(2)             وحدة صف الشعب واصطفافه خلف مبادى واهداف ثورته.
(3)             المقاومة السلمية للنظام فى المدن غير المحررة.
(4)             انتشار جيوب المقاومة المسلحة فى المدن غير المحررة.
(5)             الحفاظ على الصورة السلمية الناصعة للثورة.
(6)             صلابة ارادة الليبيين والثوار وتصميمهم على التحرير والتغيير.
(7)             رفض السقوف الواطئة او الاصلاحات فى النظام والاصرار على اسقاط النظام.
(8)             استعمال الشعب والثوار للفضاء المعلوماتى الواسع وشبكات التواصل الاجتماعى.
(9)             سيادة منطق المغالبة لا المطالبة عند الثوار.
(10)        الوعى باجنحة النظام ومخططاته.
(11)        روح التسامح عند الثوار والمحافظة على الارواح.
(12)        انشقاق المسؤليين وافراد الكتائب وانظمامهم للثوار.
(13)        حصول الثوار على الاسلحة والذخائر.
(14)        تدريب الثوار على مختلف انواع الاسلحة.
(15)        انظمام كثير من افراد الجيش والقوات المسلحة للثوار.
(16)        تحرير عدة مدن ليبية من النظام.
(17)        تكبد الكتائب خسائر كبيرة.
(18)        الاسراع من البداية فى تكويين المجلس الوطنى الانتقالى.
(19)        وقوف كل الليبيين خلف الثوار والمجلس الوطنى.
(20)        اعتراف كثير من دول العالم بالمجلس الوطنى.
(21)        وحدة الهدف عند الليبيين المتمثلة فى وحدة الروية والاهداف.

نقاط الضعف التي يجب التركيز عليها وتصحيحها
(1)            طرح المطالب الاقتصادية والاجتماعية زمن الحرب.
(2)            تخويين بعض الناس والاحزاب بعضهم لبعض بقصد الاقصاء والاستحواذ والسيطرة.
(3)            هرولة بعض الانتهازيين نحو السلطة.
(4)            فقدان الثقة بين بعض السياسيين وبداية حروب الاقصاء.
(5)            اصطفاف بعض الانتهازيين خلف الجهوية والقبلية والايدلوجية لبناء مراكز قوة مبكرا,
(6)            الخوف الشديد من النظام وعدم الاستعداد للتضحية فى بعض المناطق.
(7)            ثقافة الاستسلام للامر الواقع والتواكل فى بعض المدن غير المحررة.
(8)            تحكم مجموعات من قيادات النظام فى مناطقهم او قبائلهم.
(9)            استعجال النتائج وعدم احتمال تكلفة الثورة عند البعض.
(10)      اساءة استخدام الحرية والسلاح.
(11)      عدم التسامح وروح الانتقام عند البعض.
(12)      انتشار السلاح وتكويين بعض المجموعات او المليشيات المسلحة على اساس قبلى او ايدولوجى.
(13)      عدم توفر الاسلحة والامكانيات العسكرية فى بعض المناطق.
(14)      عدم توفر الخدمات اللوجستية.
(15)      قلة الخبرة فى  استعمال السلاح وعدم وجود تدريب فى بعض المناطق.
(16)      ضعف الامكانيات المادية للصرف على العمليات العسكرية والاراضى المحررة.
(17)      الاعتماد الكبير على النيتو فى ضرب معدات واليات النظام.
(18)      اللجو فى بعض الاحيان الى المطالبة لا المغالبة.
(19)      تشتت الثوار وعدم وجود تنظيم موحد يربطهم.
(20)      عدم وجود قيادات للثورة.
(21)      تعدد المتحدثيين بسم الثورة والثوار.
(22)      عدم وجود خطة اعلامية او اعلام للثورة.
(23)      تداخل اعمال المجلس والثوار.
(24)      لم يرقى تنظيم المجلس الانتقالى الى مستوى طمواحات الشعب.
(25)      لم يتم التركيز الكافى على مسالة تحرير الارض والدفاع عنها ومساندة الثوار.
(26)      الفشل فى خلق مصادرللتمويل من الموارد والامكانيات المتاحة.
(27)      عدم وجود خطط وتقارييرمعلنة حتى يمكن تتبع اداء المجلس والاجهزة التابعة له.
(28)      عدم توسيع دائرة الاستفادة من خبرات الليبيين فى المجالات المختلفة مما ادى الى ضعف فى ا لاداء.
(29)      كثرة الخلافات بين اعضاء المجلس.
(30)      الخلط بين المراحل المختلفة للثورة.
التحديات والتحرك  المناسب تجاهها
(1)             تحدى الثقافات والممارسات التى خلفها النظام مثل الفساد والفتن والولاء الجهوى والقبلى وثقافات الاقصاء والاستحواذ والتامر.
(2)             التحدى الاعلامى: التعبية الشاملة من اجل تحرير الارض وبناء ليبيا الحرة. 
(3)             تحدى الموارد والتمويل: تسييل بعض الموارد المجمدة  وخلق مصادر للتمويل.
(4)             تحدى دحر كتائب النظام وتحرير الارض (التحدى العسكرى).
(5)             تحدى المصالحة الوطنية: يعتبر من اهم التحديات التى تواجه الثورة، حيث احيكت ضد الشعب كل مؤامرات التمزييق والتفرييق والاقتتال.
(6)             التحدى الامنى: المحافظة على الامن والاستقرار.
(7)             تحدى ثقة المجتمع الدولى فى  قدرة الثوار والمجلس الانتقالى على تحرير الارض والانتقال السلمى بليبيا الى دولة دمقراطية مستقرة.
(8)             تحدى البديل السياسى والاقتصادى الجديد وهو الانتقال الامن من نظام الحكم الحالى الى النظام الجديد.
(9)             تحدى العلاقات الخارجية.
(10)        تحدى بناء ليبيا الجديدة وهو من اكبر التحديات التى ستواجهها البلاد.

الفرص التى يمكن للثورة بما لديها من قوة ان تغتنمها

(1)             فقدان النظام  للشرعية بعد جرائم الحرب والجرائم الانسانية التى ارتكبها فى حق الشعب.
(2)             وقوف الراى العام العربى والدولى مع قضية الشعب الليبى.
(3)             قرارى الامم المتحدة رقم 1970 و 1973 والقاضيين بتجميد الاموال والحضر الجوى وحماية المدنيين.
(4)             وقوف حلف النيتو وخاصة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة مع الشعب الليبى وتدميره لكثير من امكانيات النظام العسكرية .
(5)             المساعدات الانسانية من  المنظمات والجمعيات العربية والدولية.
(6)             استعداد بعض الدول للمساهمة فى التمويل.
(7)             استعداد بعض الدول لفك بعض اموال ليبيا المجمدة.
(8)             استعداد بعض الدول لتسليح الثواروتدريبهم والمساعدة فى بناء الجيش الوطنى.
(9)             قرار المحكمة الدولية بالقبض على اقطاب النظام.
(10)        تحويل جميع التحديات  الي فرص بفعل الاستراتجية.
بتحلييل وتقييم الضروف الداخلية للثورة والمتمثلة فى نقاط القوة فيها والتى يمكن ان يوسس عليها البرنامج ونقاط الضعف التى يمكن تصحيحها من خلاله، والضروف الخارجية المتمثلة فى التحديات التى تواجهها الثورة والتحرك حيالها، والفرص التى يمكن للثورة بما لديها من قوة ان تغتنمها، واهتداء بروية الثورة واهدافها فى مراحلها المختلفة، نقترح البرنامج العام الاتى.
البرنامج العام
تقسيم الثورة الشعبية الى ثلاثة مراحل مترابطة كلا منها لها طبيعتها، والياتها وادواتها الخاصة وهى مرحلة التحرير والمرحلة الانتقالية  ومرحلة البناء، يراعى عدم الخلط بين هذه المراحل وعدم ترتيب التزامات بين كل مرحلة والتى تليها الا فى حالات الضرورة القصوى.

مرحلة التحرير

(1)             اعتبار شباب 17 فبراير هم وقود الثورة وقادتها ويلتف حولهم الشعب من اجل تحرير الارض وبناء ليبيا الجديدة.
(2)             تشكيل قيادة موحدة او مجلس لثوار 17 فبراير وقيادات فرعية فى المدن، تقوم بمتابعة عمليات تحرير الارض، ومراحل وخطوات الثورة، وتصيغ روية واهداف الثورة وتتابع تحقيقها حتى لايتم الانحراف عنها او الاختلاف عليها او اجهاضها وينتهى عملها بقيام اول حكومة دستورية.
(3)             الوقوف خلف مبادى واهداف الثورة وعدم الصف خلف الجهوية والقبلية، وكذلك الايدلوجيات فى مرحلة التحرير.  
(4)             اعتبار المجلس الوطنى الانتقالى هو الممثل الوحيد للشعب الليبىفى مرحلة التحرير ومتابعته وتقييم ادائه واداء الاجهزة التابعة له، ونبذ جميع الخلافات حتى يتحرر كامل التراب الليبى.
(5)             تنظيم المجلس الوطنى الانتقالى وما يتبعه من اجهزة تنفيذية بحيث تمثل حكومة تحرير (حكومة حرب) تتكون من مجلس رئاسة وحكومة تنفيذية تديرمعركة التحرير على كامل التراب الليبى ويعتبر اقتصادها اقتصاد حرب (أى تدير مرحلة التحرير).
(6)             تنظم الحكومة بحيث تستخدم احدث التقنيات وتستعيين بافضل القدرات الليبية وتوسيع دائرة المشاركة لتشمل كل القادريين من اجل زيادة الفعالية ومعدلات الاداء.
(7)             وضع خطة متكاملة لاقتصاد التحرير(اقتصاد حرب) على مستوى ليبيا يتناول كل القطاعات وفيه يتم تركيز كل الموارد والامكانيات البشرية والمادية على تحرير الارض والمحافظة عليها حتى يتم تحرير كامل التراب الليبى، ويمؤل باستخدام الموارد الليبية المتاحة والمجمدة، وخلق البرامج التمويلية المختلفة، وجمع التبرعات والمساعدات والقروض، وهو يوجه موارده مباشرة لتحرير الارض ويقتصد فى اوجه الانفاق الاخرى.
(8)             تصميم الأليات والتقارير التى تضمن الشفافية وتتبع اداء القطاعات المختلفة وقيام المسؤليين بعرض الخطط وتتبع الاداء.
(9)             الوقوف صفا واحدا مع الثوار والمجلس الوطنى لتقوية الارادة والتصميم على الكفاح السلمى والمسلح والحفاظ على الصورة السلمية الناصعة للثورة ودحر محاولات النظام كسر الارادة بالقمع والبطش.
(10)        الرفض الكامل للسقوف الواطئة والاصرار على التغيير الجذرى نحو ليبيا الحرة ومساندة روح المغالبة وتحرير الارض.
(11)        دعوة كل المسؤليين فى النظام وكتائبه وقواته المسلحة للانشقاق عليه والانظمام للثورة والمشاركة فى تحرير الارض والتحول السياسى والاقتصادى والاجتماعى الجديد.
(12)        تكثيف العلاقات مع المجتمع الدولى وخاصة الاقطار العربية ودول حلف النيتو وكسب ثقتها فى القدرة على التحرير وبناء ليبيا الجديدة بالتخطيط والادارة الكفؤة وزيادة الفعالية ومعدلات الاداء لتحقيق اهداف الثورة.
(13)        اعداد جيش التحرير الوطنى بحيث يقبل متطوعيين من جميع مناطق ليبيا ويسلح باحدث انواع الاسلحة ويدرب الثوار على حرب العصابات والمدن ويدفع بهم الى مياديين المعركة فى المناطق والمدن المختلفة.
(14)        اعتبارليبيا ارض واحدة والمعركة معركة واحدة لا تتجزاء واستخدام الاراضى المحررة للتعبئة الشاملة من اجل تحرير بقية المدن غير المحررة والتى لا يترك امر تحريرها لسكانها فقط.
(15)        الوعى والفهم الكامل للنظام واساليبه ونقاط قوته وضعفه وتسديد الضربات الموجعة الى مراكز ثقله وعدم الدخول فى المعارك الجانبية التى يجرنا اليها.
(16)        وضع خطة عسكرية لتحرير المدن غير المحررة وفك الحصار على المدن المحاصرة والتنسيق الدائم مع حلف النيتولضرب كتائب النظام ومعداته العسكرية وخاصة تلك التى تسبب خسائر كبيرة فى الارواح.
(17)        التركيزفى مرحلة التحرير على الحصول على الاسلحة والذخائر بكل الوسائل الممكنة والتدريب المكثف للثوار واستخدام التخطيط العسكرى والتقنيات الحديثة وحروب العصابات والمدن لدحر الكتائب وتحرير الارض.
(18)        تبنى العمل السرى وحرب العصابات فى المدن غير المحررة والتنسيق مع ثوارالمدن المحررة والمجلس العسكرى من اجل تحريرها.
(19)        تنظيم المقاومة المسلحة فى المدن غير المحررة واستمرار المقاومة السلمية فيها وذلك بعدم اطاعة النظام والخروج عليه ورفض تحكمه فى الحياة العامة وايقاف كل الانشطة مثل العمل والتعليم وغيرها.
(20)        تسامح الثوار والشعب مع كتائب النظام المستسلمة ومعاملة الاسرى معاملة حسنة وتشجيعهم على الانضمام للثوار ونبذ روح الانتقام واساءت استخدام السلاح.
(21)        التزويد المستمر والمنظم لجبهات القتال بالاسلحة والذخائر والمؤن وعمل مخازيين استراتجية منها.
(22)        اعلان حالة التعبئة العامة للمشاركة والمساندة والمساعدة فى عمليات القتال لتحرير الارض والدفاع عنها وكذالك الخدمات الطبية وتوفير المؤن والاسلحة وغيرها.
(23)        استخدام المدن المحررة والشقيقة والصديقة لتعبئة الموارد اللازمة للتحرير، وعلاج وتطبيب الجرحى، وتدريب الثوار، وايواى اللجئين وتوفير المؤن وغيرها من الخدمات الاخرى.
(24)        دعوة الجمعيات الاهلية ومنظامات المجتمع المدنى لمساعدة المدن المحاصرة وتقديم كافة انواع الدعم.
(25)        استخدام الفضاء المعلوماتي وشبكات التواصل الاجتماعى بشكل مكثف كاداة رئيسية من ادوات الثورة والثوار.
(26)        اعداد برنامج اعلامى مكثف تستخدم فيه جميع وسائل الاعلام الممكنة مسموعة ومكتوبة ومرئية والفضاء المعلوماتى وشبكات التواصل الاجتماعى لفضح جرائم النظام ومخططاته وتوضيح رسالة الثورة واهدافها وطبيعتها السلمية، والتعبيئة الشاملة من اجل تحرير الارض وبناء ليبيا الدمقراطية الحرة.
(27)        اعادة تكويين موسسات امنية منظمة ومنضبطة تقوم بحفظ الامن والاستقرار داخل المدن المحررة.
(28)        عدم السماح بتكويين المجموعات والمليشيات المسلحة على اساس قبلى او ايدلوجى وانضمام كل المجموعات المسلحة للجيش الوطنى ومنع تداول واستخدام الاسلحة فى المدن الا من خلال الموسسات الامنية المختصة.
(29)        محاربة ثقافات النظام المبنية على الفساد والفتن والجهوية والقبلية والاقصاء والاستحواذ والتامر وسد الطريق امام الانتهازيين والمهروليين نحو السلطة
(30)        العلاقات العربيية علاقات استراتجية تبنى على اساس ان ليبيا جزء من الامة العربية وامنها القومى ويتم التركيز على الاقطار العربية المحررة والتى وقفت مع الشعب الليبى
(31)        العلاقات الدولية تبنى على احترام السيادة والقيم وتبادل المصالح  وتفضيل الدول التى وقفت مع الثورة فى تحرير الارض اولا وتقديم المساعدات ثانيا.
(32)        دعوة الدول للاعتراف بشرعية الثورة وبالمجلس الوطنى كممثل وحيد للشعب الليبى.
(33)        العمل على الحصول على اموالنا المجمدة وقروض لتمويل مرحلة التحرير.
(34)        اعادة تكويين موسسة قضائية مستقلة لاتخضع لتاثير المجلس الوطنى (مبدا فصل السلطات).

المرحلة الانتقالية

(35)        بعد سقوط النظام يقوم المجلس الوطنى بالاشراف على الانتخابات لترشيح 300 عضوء من جميع انحاء ليبيا لتكويين مايسمى بالموتمر الوطنى.
(36)        يقوم الموتمر الوطنى باصدار وثيقة الاعلان الدستورى وتشكيل مجلس الرئاسة الانتقالى والحكومة الانتقالية من المشهود لهم بالوطنية والكفاءة لادارة المرحلة الانتقالية.
(37)        تنظيم المرحلة الانتقالية بحيث تدار بمجلس رئاسة انتقالى وحكومة انتقالية تعمل على نقل البلد الى وضعية دستورية مكتملة (مرحلة البناء الدستورى).
(38)        يشترط فى الحكومة الانتقالية ان لاترتب التزامات بعيدة المدى على الحكومات الدستورية التى تاتى بعدها وتهتم بمحو اثار الدمار التى خلفتها الحرب، والاهتمام باسر الشهداء والجرحى، واطلاق مشاريع الانعاش الاقتصادى والاجتماعى، والنظر فى قضاى المظالم، وتحقيق الامن والاستقرار والمصالحة الوطنية.
(39)        تجميع السلاح من الجميع بدون استثناء ووضع عقوبات صارمة على من يحمله، وتقوية الجيش وموسسات الامن وتحقيق الاستقرار والامن للجميع.
(40)        قيام الشعب بالحوار الوطنى للمصالحة على اساس مبادى الوحدة الوطنية والاصطفاف خلف مبادى واهداف الثورة والتسامح ونبذ الاقتتال وروح الانتقام و التفرق والتمزق وثقافة الاقصاء والاستحواذ والتامر ويصدرعن الحوار وثيقة المصالحة الوطنية.
(41)        القيام بالمحاضرات والندوات التثقيفية والتعبوية لبناء الفكر الجديد الذى يدعو الى الوحدة الوطنية وينبذ الفساد ونشر الفتن والانتماء الجهوى والقبلى وممارسات وثقافات النظام.
(42)        قيام الشعب بالحوار الوطنى السياسى بين مختلف اطيافه للوصول الى توافق بخصوص النظام السياسى البديل ويصدر وثيقة تبين هيكلة النظام الجديد والطريقة التى يتم بها تحقيقه.
(43)        تشكل هيئة دستورية بالانتخاب، تحضر مسودة الدستور والقوانيين والتشريعات وفقا لنتائج الحوار الوطنى وتعرض للاستفتاء.
(44)        تضع الحكومة الانتقالية خطة مفصلة لايلولة السلطة للشعب وفق جدول زمنى محدد وضمان عملية التحول الامن.
(45)        الدعوة لانتخابات عامة وفقا للدستور والقوانيين والتشريعات التى تم اقرارها والخطة الموضوعة لذالك وتحت اشراف وطنى وعربى ودولى.

مرحلة البناء

(46)        يقوم بادارة مرحلة البناء السلطة التى يختارها الشعب وفق البديل السياسى المتوافق عليه، وهنا تقوم السلطات المنتخبة بختيار نموذج البناء الاقتصادى والاجتماعى وفقا للدستور والقوانيين والتشريعات التى اقرها الشعب.
البرامج المساندة التى تعمل على تحقيق الاهداف والروية
مرحلة التحرير
(1)             برنامج تنظيم المجلس الوطنى الانتقالى
(2)             برنامج تنظيم القيادة الموحدة للثوار
(3)             برنامج اعداد جيش التحرير الوطنى
(4)             الخطة العسكرية لتحرير ليبيا
(5)             برنامج عام لاقتصاد ليبيا زمن الحرب
(6)             البرنامج الاعلامى
(7)             برنامج الجمعيات والموسسات والهيئات المساندة
(8)             برنامج العلاقات الخارجية
المرحلة الانتقالية
(1)             برنامج تنظيم المرحلة الانتقالية
(2)             برنامج المصالحة الوطنية  (الحوار الاجتماعى)
(3)             البرنامج الامنى
(4)             برنامج الحوار السياسى
(5)             برنامج الدستور والقوانيين والتشريعات
(6)             الخطة العامة لايلولة السلطة للشعب
مرحلة البناء
برنامج متكامل للبناء الاقتصادى والاجتماعى لليبيا الجديدة
وهو مشروع ضخم يتناول نموذج البناء الاقتصادى والاجتماعى الجديد
الخلاصة
وجود برنامج عام  واضح المعالم فى وقت مبكر من قيام الثورة يعمل كابداية على وضوح روية واهداف الثورة والتفاعل معها، والالتفاف حولها، والعمل من اجلها  فتقوى الارادة وتزيد من قوة الدفع، ويعمل ايضا على تحديد المسار الافضل الذى يبدع الاليات والتصورات والبرامج التى تبنى الجسور وتسرع من عملية الوصول الى الاهداف وتحقيق الروية وبا قل التكاليف.

هناك تعليقان (2):

  1. ماذا فعلت يادكتور خصيصا عندما كنت قبل عشرين سنة على رأس أكبر الوزرات ابتداءا من الصناعة واخيرا انتهاءا بالنفط؟ ا

    ردحذف
  2. السلام عليكم
    ان لم تخني الذاكرة فهذا الشخص كان يؤمن بافكار القذافي ولا ادري هل كفر بتلك الافكار ، وفي الفترة الاخيرة لاحظت كثرت ظهوره في الفضائيات فالتسأل المطروح هل يريد ان يعود للحراك السياسي بعد الاطاحة بالقذافي

    ردحذف