الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

أيها المتسلقون: اذهبوا فأنتم الطلقاء


أيها المتسلقون: اذهبوا فأنتم الطلقاء
رزق فـــرج رزق

أكثر ما يؤلمني وغيري من أبناء هذا الوطن الذي دفع الغالي في سبيل التحرر و رفع الظلم تسلق ذات الوجوه التي كانت تمثل النظام السابق وتنافقه، تتحدث اليوم ممجدة الثورة الحقيقية ومتناسية دورها الكبير في تضخيم النظام السابق، وطمسها لكثير من الحقائق، و نعت الأشياء بغير مسمياتها.
لكن ما يشغلنا الآن هو كيف لنا أن نفرض العدل، ونتخلص من تركة النظام السابق، علينا أن نأخذ من دماء الشهداء التي ارتوى بها تراب هذا الوطن و معاناة الفصل الطويل من مسرحية الفكر الأخضر و مهرجه معمر القذافي يحتمان علينا المحافظة على ليبيا حرة وعدم انسياقها في نفق الظلم مرة أخرى
.
إزالة الظلم مهمة صعبة و الأصعب منها هو إحقاق العدل لعل المفكر حسن الترابي أكد ذلك بقوله : (إحقاق الحق أصعب بكثير من إبطال الباطل).
أكثر ما يحزنني أن أرى متسلقين على كافة المستويات من النظام السابق - كالحرباء يتلونون وفق المصلحة-، و لكن حزني يزيد عندما أشاهد وسائل إعلام الثورة من صحف و إذاعات مسموعة ومرئية تهدر كثير من الوقت في شتم و سب هؤلاء المتسلقين ، وأنا من أكثر التواقين إلى التشفي و أخذ الثأر ، لكني أؤمن بأن الثورة التي تكتمل بالبناء لا يمكن لها النجاح إذا ما اعتمدت الإقصاء في سياستها
علينا أن نوصل رسالة إلى أعوان النظام السابق أن حقوقهم كمواطنين مكفولة في ظل الديمقراطية التي هي هدف الثورة ، لكن علينا أيضاً أن نتمكن من لغة حوار بالغة التعبير لكي نوصل لهم أنهم غير جديرين بقيادتنا و تولي مناصب في ليبيا الجديدة، كونهم تسببوا في الإساءة لليبيا و الليبيين طيلة حكم النظام السابق.
الاٌقصاء المباشر للمتسلقين يعتبر عقبة  يمكنها أن تحدث عدم التوازن في مسيرة الثورة من النواحي الاقتصادية و الاجتماعية.
 هناك العديد من النماذج العالمية نأخذ منها للتمثيل لا الحصر  دولة العراق  وانتهاجها سياسة الإقصاء و تصفية الحسابات ، والنتيجة  فساد سياسي واقتصادي و غياب الأمن و الاستقرار ومصير مجهول ، وفي المقابل دولة جنوب افريقيا (نموذجاً) : حيث كثير من السود كانوا يريدون أن يحاكموا كل من كانت له صلة بالنظام السابق ؛ الأمر الذي كاد أن يجر جنوب افريقيا إلى  حرب أهلية أو إلى حكم دكتاتوري أخر، لكن التجربة الناجحة هناك تمثلت في جلوس كل من المعتدي و المعتدى عليه في برنامج يعرف بـــ : ( لجنة الحقيقة و المصالحة ) وتصارح الطرفان و سامح كل منهما الأخر، ومنها تعد تجربة جنوب إفريقيا هي الخيار الأمثل والسياسة الأنسب لليبيا رغم مرارتها.

هناك تعليق واحد:

  1. يعم ايها الأخ الطيب ، فما عليك سوى بمراجعة من يظهرون على الشاشة العالمية لوجدتهم من أعقاب العهد السابق

    ردحذف