الأربعاء، 3 أغسطس 2011

د. أحمودة خليفة : طريق بين حقول الألغام




لو سألوا اللواء المرحوم عبد الفتاح يونس عند وفاته بماذا توصي الليبيون الأحرار من بعدك؟ فبكل تأكيد لأجاب على الفور: لا تختلفوا بشأني فتذهب ريحكم. منذ أربعةشهور و العشرات من الظباط الطيارين و الملاحين و أيضا جنرالات البحار من قوات التحالف الدولي يعرّضون حياتهم يوميا فوق الأراضي الليبية ليقوموا بمهام شاقّة خطيرةلحماية المدنيين الليبيين، و على الأرض يسقط المدنيون و الثوّار كل يوم و تسيلدمائهم بغزارة في سبيل حريتهم و أمنهم و إرادتهم على تراب ليبيا وطنهم الغالي.فلماذا الجدل و المُغالاة في حادثة أستشهاد اللواء يونس؟ الخوف من أن ترقى هذهالحادثة أو غيرها الى إنشقاقات تخدم العدوا المتربص، و الخوف من أن تشق هذهالحادثة او غيرها الصف و يتمكن أبليس من بين صفوفنا وهو عدّونا الماكر اللعين. اللواءعبد الفتاح حمل روحة على كفه و هذا هو المبدأ العسكري، فالموت خاصة في الحرب شئ متوقع في أي لحظة و من حيث لا ندري و نحن نؤمن بأن الأعمار بيد الله و نعم باللهالوكيل. في الحرب و ساحة المعركة كل شئ وارد، من أختراق العدو أو الخلافاتالعسكرية الميدانية أو الخطأ و سوء التقدير و الأسباب كثيرة و أحيانا مُفاجأة و تفوقالحسابات. نعم الأرواح ليست رخيصة، لكنها رخيصة فقط في سبيل الله و الوطن و من ماتبأسبابهما فما مات بل وهبت له الحياة الأبدية الكريمة و يذكرهُ الوطن و نِعمالذِكر.

أدعوابكل محبة لليبيا و محبة للثوّار الذين رخصت دمائهم الغالية في ساحات الحق و الحريّةبـأن نرتفع بأنفسنا منزلة عالية في مستوى منزلة الوطن الذي نحلم كل يوم بأن نكونجنوده بأي شكل و بأي صورة ولو بالصبر و الدعاء و الكلمة الصادقة و النوايا الحسنة.ثم أدعوا بحق دماء الثوّار و بحق رمال ليبيا و بحق الأطفال و الشيوخ و ببركة هذهالأيام الرمضانية بأن نرضي الله و نرضي ليبيا و نرضي روح الشهيد عبد الفتاح يونسفي قبرة و نرضي أرواح كل الشهداء رفاقه، بأن نسيطر على كل خِلافاتنا الى ما بعدالحدث الأكبر وهو مصير ليبيا و مصير ستة مليون ليبيى ينتظرون على نار من الأخطار وحياتهم لازالت مرهونة بين حقول الألغام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحمك الله صاحبي ورفيقي

  رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول ...