ودعت مدينة الزنتان الأثنين 2 مايو الشهيد البطل " محمد المدنى القويرح " ومعه ثلة من الشهداء الآخرين فى موكب جنائزي صاحبته طلقات نارية مع التكبير والتهليل وبحضور حاشد من المواطنين والمقاتلين .
وقد سقط الشهيد برصاصة غدر عندما كان يعرض على مجموعة محاصرة من كتائب الاجرام الاستسلام مقابل سلامتهم .
وقد تم استشهاده يوم الأحد 1 / 5 / 2011 أثناء المعركة فى شرق الزنتان .
وكان القائد الشهيد قد تعود فى كل المعارك التى قادها وخاضها أن يعرض على الأعداء الاستسلام مقابل النجاة وهو تقليد إسلامي ظل يصر عليه فى جميع المعارك التى قادها .
الشهيد البطل ــ حسب تقرير الإعلامى عادل الزنتانى ــ كان قد قاد عدة معارك جرت حول الزنتان . وقاد أيضا معارك المجابره وتاغمه وزاوية الباقول والكشاف ومعركة تحرير وازن .
وأثناء معركة شرق الزنتان يوم الأحد حاول أن يتقدم ليطلب من العصابة المحاصرة الاستسلام مقابل سلامتهم ولكنهم غدروا به واطلق عليه أحدهم الرصاص من قريب وهو يعرض عليهم بصدق وحسن نية ما يعتبره واجبا دينيا.
الشهيد كان فى الخمسينيات من عمره وظل يتمنى الشهادة ونالها وهو فى الميدان … ومن نشاطه العام أنه كان خطيبا فى مسجد أسامة بن زيد ، وملتزما بكثير من القيم الأخلاقية السامية .
تلك هي المناخات والقيم الكبرى التى يجاهد بها أبطال ثورة الحرية والتحرير وهي قيم عظيمة يحملها رجال عظام عاشوا وناضلوا من أجل أهداف كبرى .
بمثل هؤلاء الأبطال يقدم الشعب الليبى نماذج من الرجال الذين يقودون معارك الحرية والعزة بأرواح تواقة إلى النصر أو الشهادة .
وفى الزنتان وبعد استمرار عمليات الاعتداء بالصواريخ على المدينة قررت عائلات كثيرة أن تهاجر إلى تونس بحيث يرافق كل مجموعة من العائلات رجل واحد ... وبقية الرجال يبقون بالزنتان لمقاتلة عصابات الاجرام .
كان هذا القرار بسبب ما احدثته الصواريخ من آثار نفسية على الأطفال وكبار السن وهو قرار له أبعاده الاجتماعية والعسكرية، فالمقاتل يريد أن يتفرغ لمنازلة المعتدين الذين لا يعرفون قيم الشرف ولا يؤمنون بالحلال والحرام .
وحتى تكون أسرهم فى مكان أكثر أمنا لم يعد أمام بعضهم إلا أن يتوجهوا إلى تونس التى فتح شعبها قلوبهم وبيوتهم أمام الليبيين المهاجرين من جحيم القذافى .
وفى الوقت ذاته يستطيع المقاتلون أن يتفرغوا لجبهة القتال تدريبا واستعدادا للنفير فى أية لحظة تحاول فيها كتائب الاجرام أن تتقدم نحو الزنتان التى أصبحت مع بقية مدن الجبل ترمز إلى التحرر من سلطة القذافى وترمز أيضا إلى وحدة ثورة 17 فبراير .
فصمود الجبل وصمود مدينة مصراته يعنى وحدة الثورة ووحدة ليبيا من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها .
وذلك الصمود يعنى هزيمة القذافى فى هذه المعارك التى يخوضها المقاتلون الوطنيون باسلحة خفيفة فى مواجهة الدبابات وأنواع الصواريخ .
الوطنيون يقاتلون بمعنويات عالية وبهمم كبيرة لأنهم أصحاب أهداف كبيرة بينما قوات القذافى ومرتزقته لا أهداف لهم سوى مغانم رخيصة منها السلطة والمال وهذه المغانم سرعان ما ينهار صاحبها أمام عزيمة وضربات المؤمنين بحقهم فى الحياة الحرة الكريمة .
إن هزائم عصابات الاجرام تدل بشكل واضح على الانهيار النفسى الذى تعيشه تلك العصابات التى ليس لها أية عقيدة قتالية وهم مجرد مرتزقة بعضهم غرر بهم وبعضهم يقادون بالسلاسل إلى حتفهم وآخرون متورطون فى سلسلة من سوء عملهم .
ومهما طالت هذه المعارك ومهما قدم الشعب الليبى من شهداء فالنصر سيكون هو الخاتمة ونعم الخاتمة ... إن استشهاد البطل محمد المدنى واستشهاد عشرات الأبطال من الزنتان ومن مدن الجبل الأخرى ومن مصراته ومدن ليبية كثيرة هي علامات مضيئة على طريق النصر .
رحم الله الشهداء الأبرار وإنا لله وإنا إليه راجعون .
" ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين " آل عمران .
المفروض يكرم الشهيد بان توضع ع عملة ليبيا الحره
ردحذفبارك الله فيك يا استاذ محمود على هذه الكلامات الطيبة فى روح الشهيد محمد المدنى القويرح، وكل شهداء ليبيا.. رحم الله كل شهداء ليبيا، وندعو الشفاء لكل المجاهدين
ردحذفرحم الله كل شهداء الوطن
ردحذف