بداية النهاية.. هكذا أجمع الخبراء مساء يوم أمس.. على تفسير خبر تخلّى السيّد موسى كوسا عن عقيده..
وحدث ذلك فى نفس الساعات التى يرى فيها العالم أنّ العقيد، إنّما كُتب له عمر جديد، بعد خطاب الرئيس الأمريكى أوباما الأخير حول إزمة ليبيا .. وأعلن فيه عدم نية قوات التحالف الإطاحة به شخصياً..
أضف إلى ذلك، أن هذا اليوم.. كان موعد استلام الحلف الأطلسى "الناتو".. قيادة العمليات العسكرية.. بدل القيادة الأمريكية.. وبالطبع ستتأجج – بالنسبة لى على الأقلّ - هواجس الدور التركى من داخل الحلف.. وخصوصاً، بعد أنّ كانت تركيا أشدّ المعارضين لمبدأ فرض الحظر الجويّ لحماية المدنيين الليبيين.. أصبحت تركيا تطالب بأنّ يكون لها فيه دور فعّال فيه!
وبعد أن كانت قوات – أو بيكابات – الثوار الشجعان على مشارف سرت منذ يومين.. أضحت جحافل كتائب القذافى، على مشارف البريقة فى المقابل! حدث ذلك أيضاً.. فى نفس اليوم التالى لخطاب الرئيس أوباما!
نعم، لا زلنا فى معارك كرّ وفرّ.. ونحن نعرف أننا أمام عدو عنيد وحقود.. ونعرف أنّ عُقدة هذا العقيد الكبرى، هم كامل البشر – نحن - الذين استوطنوا.. فى بِركة الملح هذه – حسب قوله – التى تطفح فوق بِركة أضخم من النفط، وتدعى ليبيا.
كما أنّنا نعرف أيضاً، أنّ مُشكلة العقيد، هى أنّه يريد تملّك – هو وذريّته وإلى الأبد – هذه الصحارى الشاسعة بـ عجاجها.. وبعقاربها وبثعابينها.. وبعض من بعير وجوارى وعبيد مسخّرون لخدمته.. فقط من أجل ما فى باطن هذا الوطن من نفط وغاز.. لا من أجل الوطن نفسه.
ونعرف أنّ مشكلته، كانت ولا زالت مع من قطنوا.. ومن عشقوا وتشبتوا بهذه الأرض الجرداء القاحلة.. كما خلقها الله، ولله فى لله.
مشكلته مع من روى أجدادهم.. بأرواحهم وبدمائهم الزكية، تراب هذا الوطن.. عندما كان هذا الوطن أفقر الأوطان فوق سطح الأرض.. ولكنّهم ما بدّلوا تبديلا.
إذن، معركتنا مع معمّر.. شئنا أم أبينا.. هى معركة – بمنظاره - محورها (النفط) من الألف للياء..
بدليل أنّ أوّل شيئ توعّد به سيف القذافى المدن الثائرة عند اندلاع الإنتفاضة.. هو أنّ ينسوا النفط والغاز!
ألم يعرض الوالد القايد قبله، وبإلحاح أن على الشعب الليبي الهجرة إلى أفريقيا.. ويتركوا له ولأولاده سبخ الملح؟
والغريب، أنّ الثوار مؤخراً تمكنوا من السيطرة على معظم موانئ تصدير النفط ، فى مرتين متتاليتين.. غير أنهم تركوها فى كلّ مرّة سعياً.. واستعجالاً، لتحرير المزيد من الأراضى الليبية.. ومنها فك حصار مصراته الصامدة.. وفك أسر طرابلس العاصمة.
ولم يعى الثوار.. أنهم لو استحكموا الدفاع عن السدرة وراس لانوف والبريقة.. أنهم أصابوه فى موجع.. وبالتالى، عاد النظام بكلّ ما لديه من قوة وأحتلها باستماتة للمرّة الثانية خلال اسبوعين.. لأنه لم يرد أن يكون له إلاّ ميناء الزاوية العصيّة الباسلة.. وهو يعلم أنه لا يستطيع أن يأمن أهلها الأبطال طويلاً.
النفط، ليس فقط مصدر للسيولة النقدية السريعة من الأسواق السوداء للنفط الخام.. التى يحتاجها القذافى الآن، لشراء الذمم، ولشراء المزيد من المرتزقة.. ولكنه أيضاً الوقود، الذى يعتمد عليه فى تحريك كتائبه وآلياته العسكرية..
ناهيك، وهذا هو الأهم.. وهو الحفاظ على استقرار الأمور الحياتية فى العاصمة التى يقطنها قرابة ربع سكان ليبيا أو أكثر.. والتى سيتولد عن عدم استقرارها.. انفجاراً رهيباً.. لن تستطيع أعتى كتائبه ولا مرتزقته على صدّه..
فالمزارع الذى يُحضر منتجاته للسوق، يحتاج لوقود.. والبقّال كلّ شارع فى كلّ حيّ، ستنحسر أرفف دكانه بسبب نقص الوقود.. والخبّاز الذى لا يصله الدقيق بسبب نقصه.. سوف لن يجهّز خبزاً..
وشتّان يا سادة.. ما بين حماس شاب يطالب بحريته.. وبين غضب أب أو ولّى أمر.. لا يجد قوت صغاره.
وعليه، أرجو من الثوار ومن مجلسنا الوطنى، اعتبار الآتى:
- ان السيطرة على موانئ وحقول النفط فى هذه المرحلة الحرجة من المعركة.. أهم من تحرير سرت.
- يمكننا نجدة مصراتة الصامدة.. بقافلة بحرية بكل ما تملكون من سفن ومراكب وسفن صيد متوفرة فى شرق البلاد.. وأنتم أدرى بما يحتاجه أهلنا فى مصراتة.. والرحلة لن تستغرق سوى يوماً واحداً؟
- إذا تعذّر الحصول على السلاح من اخواننا العرب أو الحلفاء.. فلماذا لا تطلبوا على الأقلّ.. وسائل اتصال.. لأنّ المشكلة كما نراها من بعيد.. أنّ ما ينقص الثوّار هو التنسيق والتخطيط مع الجهاز العسكرى.. ولا يتأتى ذلك إلاّ بوسائل اتصال فعّالة وآمنه.
- لماذا لا تطلبوا معلومات يومية وصور أقمار صناعية من الحلفاء.. حتى تتابعوا تحركات قواته ومرتزقته فى كل مكان.. وخصوصاً القادمة جنوب البلاد.
- لماذا لاتبذلوا كلّ الجهد لحرمان القذافى من إذاعاته التلفزيونية.. والتى يستعملها لتضليل وترهيب شعب بأسره.. واطلبوا صراحة من اخواننا المصريين ذلك.. أو اطلبوا من الحلفاء قصفها.
- أعيد وأكرر.. لماذا لا تُشكلّ حكومة؟.. ليس فقط من أجل اكتساب ثقة المجتمع الدولى واعترافاته الدبلوماسية.. وإنما من أجل تسسير أمور وحياة المواطنين فى المدن والمناطق المُحررة.. فلا بد من وجود وزارات وهياكل حكومية وأجهزة.. تعمل على تسهيل أمورهم فى جميع مناحيها. لا بد من إعادة سير الحياة على وتيرتها الطبيعية.. ليعود الموظف لعمله والفنى لورشته والطالب لمدرسته والتاجر لدكانه.. ليبدؤا فى بناء ليبيا الحديثة.
عاشت ليبيا حرّة.. والمجد والخلود لشهدائنا الأحرار.
عبدالنبى أبوسيف ياسين
اجل يجب تشكيل حكومه انتقاليه ولكن ربما تكون مضارها اكثر من محاسنها. مضارها هو ان الحكومه ستكون مشكله من سكان المناطق المحرره او من الخارج وفي الحالتين ستكون في محل شك وفرصه ثمينه للقذافي وعوانه بان يقولوا هولاء الشراقه اردوا ان يحكموكم او هولاء عملاء من الخارج او كرزيات او علاوي او الخ ليبيا.
ردحذف