الاثنين، 11 أبريل 2011

علي المجبري:حصان طروادة ! آخر خُدع القذافي للدفع بكتيبة الإعدام

لا أدري بأيّ وجه يتقدَّم القذافي وأبناؤه بمبادرة تتيح لهم الإمساك بمقاليد الحكم ولو لساعة واحدة ، بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب الليبي ! .
ربما هذا يمثل أوضح صور الوقاحة السياسية التي توصَّل إليها آل القذافي .. ؛ فهل يَسخَر هؤلاء من الشعب الليبي ومن المجتمع الدولي بتقديمهم مثل هذه المبادرة ؟ .
القذافي الأب يقول إنه الأجدر بليبيا لأنه قام بانقلاب على النظام الملكي ! وكأن القذافي قد قدّم خدمةً إلى الشعب بهذا الإنقلاب الذي حوّل ليبيا إلى خِربة سياسية . في حين أنّ ابنه سيف الإسلام ما زال يرنو إلى ( الكَرْمة ) ؛ فيعلن أنه لن يتنازل عن حقه في حكم ليبيا كوريث شرعي لوالده المخلوع ! .. ؛
.. إنَّ معمرَ وابنه ، المكروهَين من الشعب ، لم يتوقفا عن استجداء الليبيين والعالم ليقبلوا بهما حكاما على بلادٍ لفظتهما وقذفتهما خارج حساباتها إلى غير رجعة ! .
فالأب لايهمه حتى الإنقلاب على نفسه وعلى أفكاره ومبادئه من أجل أن يظل في واجهات الإعلام ، ولو كمجرد صورة تعلّق على جدران الوزارات والمؤسسات . لقد بدا هذه الإيام أشبهَ بالمطرب مايكل جاكسون في انقلابه على نفسه .. ؛
.. أمَّا ابنه سيف الإسلام فهو لا يتردد ٌ حتى بالإنضمام إلى ثورة 17 فبراير ، كي لا تفوته من الريح هبَّة ! .. ،
.. فبأي حق يطالب أبناء القذافي بحكم ليبيا ؟ .. ، وما هو شكل النظام الذي يبيح لأشخاص لا صفة لهم بتولي حكم دولة أو رئاسة مرحلتها الإنتقالية ؟ .
ولأنَّ الأبَ وأبناءَه ما يزالون يحلمون بحكم ليبيا ، فقد بدأ آل القذافي يطلقون سيلا من المبادرات لا تهدف إلى تركهم السلطة  بل إلى التمسك بالسلطة والقبض عليها تحت غطاء من الختل والوهم والخديعة .. ؛
.. وكان آخرُ هذا السيل إطلاق مبادرة مفخَّخة ؛ لم تعبِّر ألفاظُها عن جوهرِها .
فهل حقا يكتفي آل القذافي بأن يستلم سيف الإسلام قيادة المرحلة الإنتقالية ثم يسلّم الحكم لغيره ؟ .. وهل كل هذا القصف والقتل والتشريد للشعب الليبي الذي ارتكبته هذه العائلة من أجل أن يحكم سيف الإسلام مدة ستة أشهر !؟ ..؛
.. هذه الخَدعة لا تنطلي حتى على الأطفال ! ، رغم أنها خرجت من جيب كبار مستشاريّ سيف الإسلام الإسرائيليين الذين ينفّذون حربه الإعلامية والسياسية والعسكرية .. ؛
.. فـالمبادرة التي هي في حقيقتها خطة ( عسكرية ـ أمنية ) ، جاءت كإطلاقةٍ أخيرة في حرب آلِ القذافي لإستعادة سلطتهم في ليبيا . هذه المبادرة المفخَّخة التي يصحّ أن نسميها ( حصان طروادة القذافي ) لم تقدَّم إلى الثّوار إلاَّ لإنعاش حظوظ القذافي وابنائه ، في القبض مجدّدا على ليبيا .. ؛
.. إنها خطة تهدف إلى تدمير الثورة من الداخل ، بعد أن عجِز القذافي عن تدميرها من الخارج ! .
فالمبادرة ( الإسرائيلية ـ القذافية ) تهدف إلى أن يتولى سيف الإسلام قيادة المرحلة الإنتقالية ، ليضع يده أولا على أسلحة الثوار ، ثم تبدأ حملةُ الإعتقالات الواسعة وتُشهَرُ كتيبةُ الإعدام .. ؛ فلا تنقضي مدة الستة أشهر المقترحة حتى يكون آل القذافي قد تخلصوا من جميع معارضيهم وأرسلوا عبر كتيبة الإعدام رسالةً واضحة إلى كل من أخطأته هذه الكتيبة .
وتحت الإكراه ، والإعتقالات ، والرقابة ، يرفض الشعبُ الدستور والديمقراطية ، ويعلن ـ باستفتاء أو بدونه ـ ولاءَه لآل القذافي ، وتمسُّكَه الأبديّ بمعمر ومهزلة ( سلطة الشعب ) !! .     
وهكذا يعود القذافي إلى سلطته وكأن شيئا لم يحدث في ليبيا ، بل وكأن عشرات الآلاف لم يسقطوا شهداءً للحرية ! .. ؛ التي يكون القذافي قد مزَّقَ راياتها بفضل ( حصانه الخشبيّ ) . 
فعلى الشعب الليبي أن يحذَر ؛ لأنَّ الوثوق في الشيطان الذي تعرفه المُخيّلة ليس أكثرَ حماقةً من الوثوق في معمر ومَرَدَته الذين سفكوا ـ تحت لواءِ عائلتهم ـ دمَ الشعب .. ؛
.. وأيُّ حالمٍ يتصور أنّ القذافي بعد أن يقبضَ على ليبيا ستة أشهر يمكن أن يسلم السلطة لغيره ويرحل !؟ .. ؛ إنه حصان القذافي الخشبيّ ، الذي يحاكي هديَة أوديسيوس لطروادة ! .
هذه المبادرة ، قد تُسفِك من دماء الأحرار أكثر مما سفكه سفاحُ ليبيا وأبناؤه طوال الأسابيع الثمانية الماضية ! .. ؛
.. أيها القذافي ؛ أهلُ ليبيا ليسوا أهلَ طروادة ! .
إذن ، على الشعب الليبي أن يواصل ثورته .. ؛ وأن يبذل كل التضحيات من أجل تحرير باقي المدن المحاصرة .. ؛
.. فالقذافي أصبح على يد الثوار والمجتمع الدولي مجرَّدَ ( جُثة سياسية ) ؛ بينما يُعلن أنصارُه أنه ما زال يحكم ، على غرار المقولة القديمة حول الطائر الذي عجز القذافي عن قنصِه فهتف له أنصاره إحتفالا بقتله الطائر الذي تباعد محلقا مختالا في الفضاءات البعيدة : " ميِّت ويطير " ! .
*    *

                                                           علي المجبري
istisharat.libya@yahoo.com                                    

هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله فيك على هدا المقال, ولله الحمد والمنة الليبيين قد اخدوا الخطوة التى هم اكثر من غيرهم يعلمون بان العودة تعنى موتهم. لا عودة للوراء مهما كلف الامر و لو طالت الحرب, فقد صبرنا على هدا المعتوه و ابناءه اكثر من اربعون سنة وليس لدينا مانع ان نصبر اربعون اخرى فى الحرب لااجتثاتة و ازالته من ليبيا بل من العالم باسره.

    ردحذف