عبدالحميد الانصاري |
عندما تواردت الأنباء باعتقال رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته "لوران جباجبو" عقب هجوم شامل على مقر إقامته شنته قوات خصمه "الحسن وتارا" مدعومة بالوسائل الجوية والمصفحات التابعة للقوات الفرنسية ضمن بعثة الأمم المتحدة، ليزول كابوس ساحل العاج وتعلن وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون أن "اعتقال جباجبو يوجه رسالة قوية إلى كافة الديكتاتوريين في العالم"... عند ذلك تساءلت في حيرة وترقب: ومتى يزول كابوس ليبيا الجاثم على صدور شعبها منذ أربعة عقود؟ متى ينتهي ليل ليبيا الطويل؟ متى يشرق فجر الحرية في كافة أنحائها؟ متى يتخلص العالم من نظام لا مثيل له في الاستبداد؟
بعد أربعة عقود من الظلم والهوان والقمع والمجازر الدموية ومطاردة المعارضين وتصفيتهم وتدمير مؤسسات الدولة وهدر ثروات الشعب ونشر الفساد... قام الشعب الليبي الأبي بثورته الشجاعة في 17 فبراير هذا العام ضد أبشع نظام قمعي دموي عرفه التاريخ الإنساني إلى اليوم. وقد حقق الثوار انتصارات كبيرة وسريعة، وحرروا مدناً عديدة من قبضة النظام الديكتاتوري وسيطروا عليها ورفعوا علم الاستقلال الليبي عليها، فاستبشرنا وتفاءلنا بقرب نهاية نظام الطغيان. كان النظام يتداعى ويتصدع بفعل انشقاقات كبار أعوانه، من سفراء ودبلوماسيين وعسكريين ووزراء... وتخليهم عنه وإعلان انضمامهم للثوار. حتى أن أحد أخلص الأعوان، وهو مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة عبدالرحمن شلقم الذي أبكانا وهو يناشد مجلس الأمن إنقاذ شعبه من حاكمه الذي أعلن أنه إما أن يحكمهم أو يقتلهم، توّقع هو نفسه نهاية سريعة للأزمة، وتصاعدت الآمال باقتراب ساعة الحسم بعد قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بفرض عقوبات قاسية على رأس النظام وأولاده وأعوانه الذين تورطوا في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فجمد أرصدتهم ومنعهم من السفر وقرر إحالتهم إلى المحكمة الجنائية الدولية. ثم اتخذ مجلس الأمن قراره الثاني رقم 1973 بفرض منطقة الحظر الجوي وحماية المدنيين، حيث أصبح النظام الليبي فاقداً للشرعية عند معظم دول العالم، وراح الخبراء والمحللون عبر الفضائيات والصحف والمواقع الإلكترونية يطمئنوننا ويؤكدون أن سقوط النظام أصبح مسألة أيام معدودة فقط، وزدنا أملاً وقناعة بانهياره عندما بدأ الائتلاف الدولي الذي يشارك فيه بعض العرب بتنفيذ قرار مجلس الأمن في إقامة منطقة الحظر الجوي وقصف كتائب القذافي وشل حركة طيرانه، وبدأنا نسمع أن القدرات القتالية للقذافي أصبحت معطلة أو قريبة من ذلك.
وصرح وزير خارجية فرنسا قائلاً إن الحملة الجوية الأطلسية ضد ليبيا لن تستمر إلا أياماً أو أسابيع ولن تمتد شهوراً. ثم قيل إن حالة القذافي النفسية أصبحت متدهورة، لاسيما بعد انشقاق اثنين من خلصائه، "موسى كوسا" وزير الخارجية الذي لجأ إلى لندن، وأحمد قذاف الدم ابن عمه وممثله الخاص. بل قيل إن مقربين من القذافي يبحثون عن "خروج مشرّف" له، لكن كل هذه الآمال والتوقعات والتحليلات بقرب سقوط النظام تلاشت أو ضعفت. فقد مضى على الثورة ما يقارب الشهرين والقذافي لايزال صامداً، متحدياً، ومهدداً، هو وأبناؤه، وسيفه الذي سخر من العرب وقال: "طز في العرب وفي جامعتهم" لايزال يطل علينا متوعداً "الناتو" وأميركا! وكتائب القذافي لازالت تقاتل بضراوة وتستعيد ما تفقده من المدن المحررة في معارك كر وفر يسقط فيها قتلى وجرحى بالعشرات. ويبدو أن "الناتو" بعد انسحاب الأميركيين وتوليه القيادة أصبح أعجز من أن يقوم بحماية المدنيين من قذائف القوات الموالية للنظام، بل قام في إحدى غاراته باستهداف بعض من قوات الثوار، الأمر الذي أدى إلى شكوى الثوار من غياب التنسيق مع "الناتو"، وتباطئه في وقف الهجمات ضد المدنيين، كما صرّح بذلك مؤخراً مسؤول الاتصال في المجلس الوطني الانتقالي الليبي في الدوحة حيث عقد الاجتماع الأول لمجموعة الاتصال السياسية. وهو أيضاً ما صرح به اللواء عبدالفتاح يونس القائد العام لجيش التحرير من قبل، حين قال "إن أداء قوات الناتو بطيء جداً في التحرك مما يتيح لقوات القذافي التقدم". وأتصور أن هذه الشكاوى صحيحة، وفي اعتقادي أن الأوروبيين بغير القيادة الأميركية لا ينجزون المهمة المطلوبة كما ينبغي بسبب خلافاتهم وأطماعهم وتحاسد بعضهم بعضاً. ولعلنا نتذكر في هذا المقام صيحة "علي عزت بيجوفيتش"، رئيس البوسنة أيام الحرب الصربية ضد مسلمي البوسنة، حين كان الأوروبيون منقسمين، يتكلمون كثيراً ولا يفعلون شيئاً. قال بيجوفيتش: "الأميركيون وحدهم يستطيعون إنقاذنا من الفناء، إذا لم يأتوا فلن يبقى مسلم في يوغوسلافيا، أما الأوروبيون فإنهم سيتناقشون حتى يتم القضاء علينا". وقد أثبتت الوقائع التاريخية صحة تلك المقولة في أكثر من موقع. ولو كان "الناتو" جاداً في إنهاء حكم القذافي لما أخذ يتلكأ ويشجع عمليات الوساطة الإفريقية والتركية التي تهدف إلى بقاء القذافي وأولاده في مقابل إصلاحات موهومة.
لقد رفض الثوار الإلحاح التركي مرتين، كما رفضوا مبادرة وفد الاتحاد الإفريقي، لأن الهدف هو نقل السلطة من القذافي إلى سيفه. لقد أعلن المجلس الانتقالي رفضه أية مبادرة يكون القذافي أو أبناؤه طرفاً فيها، قائلين إن على الوسطاء أن يمتنعوا ويكفوا عن تلك المحاولات، فالشعب الليبي لن يرضى أن تذهب تضحياته هدراً، وعلى المجتمع الدولي، وفي مقدمته "الناتو" أن يعرف حقيقة مؤكدة، وهي أن الطغاة لن يرحلوا طوعاً وبمشيئتهم، ولا يتوقع لهم أن يغادروا إلا إذا سقطت القنابل فوق رؤوسهم.
إن مطلب الثوار اليوم هو تأمين السلاح لهم للدفاع عن سلامة المدنيين الليبيين، فهل يستجيب المجتمع الدولي لذلك المطلب المتسق تماماً مع قراري مجلس الأمن الدولي المذكورين آنفاً؟
نقلا عن (الاتحاد) الإماراتية
.Well said
ردحذفيبدو ان قضية ليبيا اطمعها كثيرون واولها الايدى السوداء العفنة وهي اسرائيل المجرمة
ردحذفياناس يا هو الحقونا مرتزقت القذافي في الساحة الاندونيسيا يضيقون الخناق علي الطلابه الدارسين بهاو علي راسهم المدعو عبدالرزاق احميد من سرت امين اتحاد الطلابة بالساحة و قامو يوم الاثنين السابق الموافق 11-4- بائقامة ملتقه صحفي لتاييد القذافي وبعدها قامو بتهديد و الوعيد لطلاب المنطقة الشرقية و كل من يشتبه مع الثوار من المناطق الاخرى في غرب و جنوب البلاد وقامة احد الطلابة ويدعاء مهند المحمودي من مدينة بنغازي بتنزيل صور للملتقه علي صفحته في الفيس بك مما وضعه في موقف صعب لكونهم يترصدو في تحركاته لعم شي ماء اتجاهه مما يتطلب التدخل لحماية الطلابة باندونيسا الرجاء التجوب مع مشكلتنا و نشرها للرئي العام و توفير حماية لنا من المؤيدين للنطام مع العلم السفارة لاتزال مؤيده للنظام القذافي والطلابة الدارسين باندونيسا لا يزيدون علي 78 طالب اغلبهم علي حساب انفسهم
ردحذفthe aim is to keep the two sides equal so libya will get devided the same rule still apply since Sykes-Pico Agreement Devide and Rule
ردحذف