الأحد، 17 أبريل 2011

ترجمة خالد محمد جهيمة :مقاومة مصراتة الباسل عن صحيفة لوفيجارو الفرنسية

في مصراتة, مجموعة من الثوار  يقومون على نقطة تفتيش في المدينة التي تقصفها قوات القذافي بدون توقف
مقاومة مصراتة  الباسل
أدرين جولم  Adrien Jaulmes
لوفيجارو
ترجمة خالد محمد جهيمة Jhima kaled
استطاع  مراسلنا الدخول إلى المدينة المحاصرة, حيث يقوم المسلحون  بمنع قوات القذافي من السيطرة عليها

لقد أصبح وسط مصراتة ساحة معركة,  وشوارعُها  خالية تتناثر فيها الأنقاض, ومنازلها مهدمة بسبب القصف المدفعي, وطرقها المعبدة محفورة بسبب  قنابل الهاون. تنتشر فيها سيارات مدمرة مثقوبة بشظايا تشبه مباشر الجبن. يختبئ  المقاتلون الثوار في زوايا الأبواب. ويتردد صدى إطلاق نار, رشقات نارية من
أسلحة رشاشة , وقذائف مدفعية. يمثل شارع طرابلس , وهو أحد شوارع وسط المدينة,  خط المواجهة بين الثوار, وبين  الكتائب الموالية للقذافي. يقول محمد مرزق , الشاب الذي كان يحمل بندقية كلاسنكوف: "الجنود موجودون في الجانب الآخر". "غادر الناس كلهم وسط المدينة, ولم يبق  أحد سوانا"
يختبئ الثوار في زوايا الشوارع. رشاش عديم الارتداد موضوع على سيارة جيب, وموجه نحو مركز تجاري. يقول الشاب نفسه : " إنهم قناصة. يجب أخذ الحيطة, والحذر". أما مجموعته فتتواجد داخل  منزل من منازل الحي, يقول عنه حسام أبو زيد : " إنه كان ملك أحد المسؤولين المهمين في اللجان الثورية, وقد فر في بداية انتفاضنا, ليقاتل إلى جانب القذافي"
مقاتلون من صنف آخر
يبدو أن هؤلاء المقاتلين , الذين يمنعون قوات القذافي منذ شهرين من الاستيلاء على مدينتهم, أقدرُ من  محاربي بنغازي, اللطيفين , لكن  غير الأكفاء, أو أنهم لا يفكرون في التراجع؛ لأنهم , بكل بساطة, يقاتلون وظهورهم مسنودة إلى الحائط, أو بالأحرى إلى البحر.
الدفاع عن وسط المدينة جِدُّ منظم, فهناك كميات من الرمال التي تقطع الشوارع, وتمنع سيارات القذافي من الدخول إلى الأحياء, وتَحُدُّ من تطاير القذائف. كما تتوزع مجموعات المقاتلين على مجموعات من المنازل. يقول حسام أبو زيد: " يبلغ عددنا الخمسين تقريبا, لكن هناك آخرين يأتون لمساعدتنا عندما يكون هناك هجوم"
لم تنجح قوات القذافي  من الاستيلاء على وسط المدينة حتى الآن؛ فطائرات حلف الأطلسي التي  دمَّرت عددا من الدبابات في مصراتة, تُعقد  تحركاتهم, وإمداداتهم, لكنها لا تمنعهم من  قصف وسط مصراتة بقذائف الهاون من عيار 120 ملم , وبصواريخ غراد. لا يملك الثوار إلا أسلحة استولوا عليها , في بداية الانتفاضة, من معسكر كتيبة حمزة, قاعدة الجيش الليبي في مصراتة. يقول حسام : "ما ينقصنا هو أسلحة حديثة مضادة للدبابات, وذخيرة, لكننا لا نحتاج إلى  مقاتلين, فنحن أهل مصراتة, وسندافع عن مدينتنا"
ظلت مصراتة شوكة في حلق القذافي,  منذ أن أطلق كتائبه لاسترجاع المدن التي انتفضت  ضد نظامه , كما أنها تعتبر , وهي المدينة ذاتُ الميناء المهم, والواقعةُ  على بعد 200 كلم من طرابلس, آخرَ مدينة مهمة  في الغرب مازالت تُقاوم, بموقعها المتميز بين سرت, أحد معاقل القذافي, وبين العاصمة, الديكتاتورَ. لقد استطاع  مقاتلوها, على الرغم من حصارها من جميع الجهات , ومن  عدم وصول المساعدات إليها سوى عن طريق البحر, أن  يصمدوا صمودا لم يكن  متوقعا
لا يوجد من بينهم سوى عدد قليل من الجنود المحترفين, أو ممن يملكون القليل من الخبرة عسكرية؛ فحسام أبو زيد, مثلا هو عازف قيثارة. يقول , وهو ممسك  ببندقيته : "أحب موسيقى الهارد روك, وفرقا قديمة كفريق بلاك سابات أو البنك فلويد. لقد  تركت قيثارتي الآن , لأعزف على آلة أخرى." تواجد في صالون  أحد رجالات القذافي ذي الأرائك  الجلدية , حول منضدة  مليئة بالبسكويت, وبعلب السجائر, وبالذخيرة, موظفُ بريد, وسائق ُشاحنة , ورئيس ُعمال, وطالبان.
القاعدة, والقدافي عدوان لنا
يقول موظف البريد : " لقد ساعدتنا الضربات الجوية كثيرا. بلغ ساركوزي شكرنا على ذلك. لقد تباطأ الحلف الأطلسي في استئناف القصف, لكنهم يقومون بعمل جيد الآن؛ فالطائرات تقوم بمهاجمة دباباتِ القذافي, وقوافلَ ذخيرته. لكن عليهم الآن أن يهاجموا مباشرة  الموجودين في وسط مصراتة مباشرة ؛ لأنه لم يعد هناك مدنيون ,  يوجد فقط مقاتلون مثلنا. يمكنهم قصف شارع طرابلس".
يركز عبد الحميد, وهو مزارع من قرية  مجاورة لمصراتة, على نقطة بدت أنها تملك عليه جوانحه. يقول: "يتهمنا القذافي بالانتماء للقاعدة, وهذا محض كذب؛ لأنه والقاعدة عدوان لنا. سنهتم بالقذافي  أولا, ثم يأتي دور القاعدة". في كل حي من أحياء وسط مصراتة  نقع على مجموعات متشابهة  من المقاتلين. مجموعة من الصبية  يقومون  بحراسة  شوارع سوق الزينقو (الصفيح), سوق مصراته القديم,  الضيقةِ, حيث تمركزوا في بعض المحلات المهجورة , التي مازلنا نرى فيها بعض  القمصان المعلقة في شماعاتها تتدلى تحت أسقف الصفيح
تعتمد مقاومة مصراتة على تنظيم  فعال نسبيا, على الرغم من  مظهر يبدو فوضويا بعض الشيء .  يتم  التلويح بعلامات النصر مرات أقل من تلك التي  نشاهدها على الطريق  الذي يستخدم  ساحة معركة  بين اجدابيا , والبريقة, ورأس لانوف , حيث  تمت هزيمة مقاتلي بنغازي  من قبل قوات القذافي  في معارك عديدة. تمثل  شوارع مصراتة  مكانا  أفضل للدفاع من تلك الصحارى الشاسعة, لكن الثوار  يبدون أيضا أكثر إصرارا على القتال.

هناك تعليقان (2):

  1. بسم الله الرحمان الرحيم وبعد
    أولا اود ان اتقدم بالدعاء الى الله سبحانة وتعالى ان يحفظ هؤلاء الابطال شباب مصراتة الشرف والعزة والكرامة والشجاعة واعتقد لو اننى وصفتهم بكل المصطلحات الموجودة باللغة العربية التى تعبر عن الصمود والبطولة وغيرها فأننى اجزم ان تعجز المصطلحات ان تفى هؤلا الرجال حقهم.
    تانيا:- مازلت اتسأل اين هم أهل زليطن وترهونة ومسلاتة وكل المدن التى يمكن الوصول عن طريقها الى هدة المدينة التى اصبحت احد اعظم مدن الدنيا , فهل ياترى ماتت قلوب رجال كل مدن الجوار لهدة المينة الباسلة,فيلكن ان الدور عليهم لا محالة حيت ان هدة العصابات المجرمة لن تستنى احد يقول انا ليبى لانة يغلم ان ترك احد من الليبين على قيد الحياة سوف يقوم بمواجهة فى يوم من الايام،علية استفيقو من سباتكم هدا الغير مبرر لقد تعبت من التفكير فى ان التمس لكم العدر مثل انة مفروض عليكم حصار او غيرة من الاغدار الحل الوحيد هو العمل بما قال الشاعر (ليس طلب المعال بالتمنى ولكن تؤخد الدنيا غلابا)وهدا يعنى لامفر من ان تجدو لانفسكم حلا قبل فوات الاوان

    ردحذف
  2. مصراته تعاني

    ردحذف