الجمعة، 22 أبريل 2011

نقاش لبعض الآراء الدائرة حول "مقترح بتسمية ميدان في مصراته باسماء المصورين الغربيين


نقاش لبعض الآراء الدائرة حول "مقترح بتسمية ميدان في مصراته باسماء المصورين الغربيين الذين اتوا لنقل الحقيقة وجرائم كتائب القذافي للعالم من مصراته الباسلة" كما ورد في المنارة الإعلاميّة الرئيسيّه بتاريخ 1‏2/04‏/2011


فلِما لا نعيَ بأهمية الإعلام و نثابر من أجل التمكن من استخدامه كما تمكن الثوار الأبطال من المواجهة المسلحة على أرض الواقع؟ إن التقيّد بمفاهيم الطاغية من تخوين و تغبين و تجهيل و ترويع قد يؤدي إلى عزل الثوار و بقيّة الشعب الليبي الأحرار عن أنظار العالم و قطع ما أنعم الله علينا به من دعم و سند و تعاطف و تأييد من شتى الشعوب.
و لن يتوانى الطاغية و لو للحظة عن سلب الإعلام و تسخيره لنشر ما يريد من بهتان و زور يشين به نوايانا و يتمادى به على الثوار وما قدموه من تضحيات من أجْل حريّة الوطن.
لقد روى القذافي ما رواه عن الجهاد الليبي ضد الإستعمار الإيطالي، فمزج تاريخ الجهاد البطولي بأكاذيب لا أساس لها من الصحة؛ فمحى أسماء و شوه أسماء. و لا ننسى كيف شوه معالم الاستقلال الليبي و سوَّد اسماء الأبطال الذين اتو به و ما إلى ذلك من إجلاء للقواعد البريطانيّة و الأمريكيّة. و ها هو اليوم يزداد إمعاناً في تزوير الوقائع؛ فالقذافي يكذب على العالم و يقول أنه مستهدف من قبل جماعات إرهابيّة و أنّ الإنحياز له هو الخيار الأفضل للإنسانيّه، حتى أنه و بعد عقود أدعى خلالها تبنيه القضية الفلسطينية يحذر من أن في سقوطه خطر على إسرايل. ثم يلتفت إلى اليبيّين كاذباَ فيقول أنه مستهدف من قبل حملة صليبيّة إمبرياليّة.
 فما دام الشعب الليبي ولو بكل حسن نيّه يبني ردّات الفعل اللحظية و المواقف الآنيّة في إطار الحرب الإعلامية الخائضة على الساحة الدوليّة على النهج الإنزوائي المُدبّر المدسوس الذي اصطنعه القذّافي، فإننا و بأيدينا و بكل غفلة منّا قد نحقق له أهدافه الشيطانيّه التي تضر بثورة الشباب و بمستقبل ليبيا ولو بشكل قد يبدو غير مباشر. فوالله يا ليبيا لقد حُرمتي طويلاً من حرية التفكير والتمعن والتمحيص والأخذ و العطاء فكيف لنا أن نستهين بكيد من توعدك بأنهار الدماء.
أما آن لنا بعد أن أشهرنا موقفنا الرافض لطغيان القذافي و بذلنا و مازلنا نبذل الغالي و الرخيص من أجل تخليص الوطن من طغيانه أن نرتقي على المبادئ الخادعه و المراسم الخاوية التي اُنتُهك بها القالب التربوي لمفهوم الوطنيّة الليبيّة و الخلق الإسلامي؟
كلنا يقين من أن أجدادنا قاتلوا الإستعمارالفاشي الإيطالي عقوداً طويلة من أجل تحرير الوطن، وأن حريّة و إستقلال الوطن قد تحققا حين انهزم الطليان على أيدي أجدادنا المجاهدين الليبيّين الذين تمكنوا من الإنتصار بالعزيمة القوية رغم قلّة الأسلحه والإمكانيّات، لا جدال في ذلك. و لكن اليقين الذي أناطت ثورة السابع عشر من فبراير اللثام عنه هو كذب و افتراء القذافي و الذي لم يحترم إدراك الليبيّين و لو للحظة واحده طيلة العقود الأربعة الماضية، يحتم علينا التحقق من كل الأفكار و المناهج التي غدى هو و أزلامه على ترسيخها في عقول الليبيّين. و كما أشرت سالفاً، فحتى تاريخ الجهاد الليبي لم يسلم من افتراء القذافي؛ حيث تم تدوين الجهاد الليبي بشكل سطحي يستخف بالعقول، لا بل يشذ عن ما شوهد و سُجِل من أحداث عالميّة محيطة بليبيا في تلك الحقبة العصيبة من تاريخ الوطن و البشريّة أجمع أثناء الحربين العالميتين. فحسب نهج القذافي التعتيمي ليس هناك لمجريات أحداث الحرب العالميّة الثانيّة أية صلة بهزيمة الفاشية في ليبيا، و كأن ما حصل في ليبيا كان على كوكب آخر، في حين أن العالم بأكمله يدري تماماً ما حصل آن ذاك.
 فالفاشيّة لقت هزيمتها مع النازيّة على أيدي الحلفاء بريطانيا أمريكا و فرنسا، كما كان لبريطانيا دور فعّال في استقلال ليبيا إثر تحالف المجاهدين الليبيين مع الجيش البريطاني ضد الفاشيّة و النازيّة. في ظل هذه الأحداث و الوقائع العالميّة فإنه لا يليق بنا كليبيين أحرار أن نفكر أو نقرر وفقاً لتداعيات نظام القذافي المضلِل، فإلى متى ستطوقنا مزاعمه المسمومة؟ قامت ثورة الشباب تصرخ رفضاً لكل اشكال الضيم، أمايزال فينا من يعطي اعتباراً لمعايير الطاغية فيخوِّن الثوار أو المجلس الوطني لتعاونهم مع الدول أو المؤسسات الأجنبية وفقاً للقوانين الدولية، و ذلك لحقن دماء الليبيين و وضع حد لمأساتهم الإنسانية؟ أليس من حق الشعب الليبي الانتفاع بما يقدمه المجتمع الدولي بعد أن أعلن من خلال ثورته جدارته في الانتماء لهذا المجتمع؟ إن الشعب الليبي أولى بما قد يقدمه العالم من مبادرات، سواء أكانت إنسانية أو سياسية أو لوجستية أو معنوية. الله أكبر و استطاع الثوار رغم الصعاب رفع راية الاستقلال و الحرية. و حاشَ لله أن يكون للقذافي و لو ذرة وهمية يتطاول بها على القوة و الارادة الوطنية الليبية العسكرية منها أو السياسية أو العقائدية.
ما أراد الطاغية بتجهيل و عزلة الشعب الليبي إلاَّ أن يجرد تاريخ ليبيا من أي فعاليّة سياسية أو دبلوماسيّة ساهمت في دعم و إستمراريّة الجهاد إلى أن تحررت ليبيا من الإستعمار، ففي جماهيريته المزعومة لم تؤخذ الأمور إلاَّ بالقوة والعنف و ذلك كما ورد عن الطاغيّة حال أجدادنا من قبلنا. و على هذا النهج المغرِر لم يسلم من تشويه القذافي سوى البضع القليل من المجاهدين و المناضلين في تاريخ ليبيا، فحتّى شيخ الشهداء عمر المختار رحمه الله وما تجتبيه فضيلته من تقدير وإحترام، فأُنشدت سيرته فى مدح بومنيار قبل أن يلحق بضريحه الخراب و الدمار. أما عدا ذلك فرُمى بهم في الهاوية؛ فمن تسيّس من الأجداد كُتب خائناً لدى الطاغية القذافي و وُصِف بحب المال و بيع الوطن و ما إلى ذلك من ابشع التهم، ثم أقنع الليبيين أنّ انقلابه سيرفع عنهم كل المحن.
فالحذر كل الحذر من ديوان التخوين، فلا يُقصد من هكذا مقترح سوى شد أزر الليبيين. فمن لم يدرك بعد حاجة الحرب لكسب آراء الملايين، فله في صهيون العبرة و كيف مكنّهم الإعلام من وأد فلسطين. أسماء الشهداء خالدة في قلوبنا و هم أحياء عند ربهم يرزقون. فلنثني على الإنسانيّة كرماً ممن سمّاهم الطاغية إرهابيين كي يضيق الخناق عليه و يدرك العالم بعد ظلمةٍ من هم حقّاً الليبيين.
و كما على الأجداد افترى، فما هو إلا شرف لمن ظُن به سوء بمعيار الشرف و الإخلاص عند الطاغية الذي لم يسلم من تخوينه ثوارنا الأشاوس على مرء و مسمع من العالم. فما بقى للطاغية أن يتمادى في الإساءة لسمعة الثوار؟
سبق و أن اختلطت الدماء القطريّة و الليبية في بنغازي حين إستشهاد مصور الجزيرة علي حسن الجابر رحمه الله، فما كان من الجماهير الليبية إلا أن زفت جثمانه في جنازةٍ تليق بتضحيته. بينما قبل مرور يوم واحد على مقتل و إصابة المصورين البريطاني و الأمريكي في مصراته المجاهدة، ما كان من العناصر الإعلاميّة التي اشتراها القذافي إلّا و أنْ بدأت بنشر التقارير عن إحتمال تورط الثوار في هذه الحادثة. حتى أنهم إدعوا أن آخر الكلمات الواردة من أحد المصورين على موقع التويتر كانت قد كُتبت من قبل الثوار من أجل إيصال روايتهم للأحداث في مصراته على غرار ما يرويه نظام القذافي.
 فسبحان الله، كيف لنا أن نعطي الفرصة للقذافي و لو بكلمة واحدة في الساحة الإعلاميّه الدوليّة كي يبث سمومه للعالم و الناس؟ إنه من ادّعى إجلائه للاستعمار بينما استعمر البلاد و اغتصب خيراتها، و ادعى قوميّته العربية وشرعيّتة الإسلامية في حين أن ولائه التام و المطلق كان و مازال للصهيونيّة. فكما جرّد البلاد من المؤسسات المدنية و العسكرية  بأُطروحاته الزائفة، ها هو وأبنائه و أزلامهم يبتزون المواطنين العزل بالشعارات البائسة و التي تتلاعب بطيبة نوايا الليبيين و تأنيب ضمائرهم الحية، حتى في ما قد يمكن إعتباره نعمة من عند الله.
إن القصد و الهدف من هكذا بادرة هو إثارة المشاعر المؤيدة للثوّار عالمياً وكشف شرور القذافي أمام البشرية جمعاء فما تخفى على الله من خافية، فدعونا لا نحرم بلادنا بطِيبتنا من حقوق و صلاحيات مُنحت لنا وفق القانون الدولي. ليس من المُخزِ لليبيّين الاستفادة مما يُقدّم لهم من دعم أجنبي، إلاَّ إذا صدّقنا افتراءات القذافي على أجدادنا أنهم لم يفعلوا هذا قط. و بهذا يصبح القذافي رسول الصحراء و رمز العروبة و الشهامة وهو أدرى بهذه الأمور؟ و إيّانا و الاستفادة من المجتمع الدولي فهي خيانة في سجل القذافي، في حين جلبه للمرتزقة الاجانب من دول مسلمة جائز ومن حقه على شعبه المنبوذ. و هنا علينا أن لا ننسى تعاليم العقيد الدينيه؛ فالغرب بمن فيه كافر رغم المساجد المبنية و جماهيريته هادمة المساجد رغم الأصول الصهيونيّة تظل كالفاتح أبداً إسلاميّة.؟
علينا التحرر من هذه القبضة الإبتزازية التجهيلية، فكيف للمعركة أن تُحسم و أذرع اليبيون ملتويّة؟ ولتكن ليبيا الحرة منبراً للبشرية تجادل بالتي هي أحسن على الساحة الدولية، تتعامل بالمثل لا بالتوجّس ولا بالعنجهية. تتسمّى بالإصلاح لا بالإرهابية، با لمساواة بين الخلق لا بالقبلية ولا العنصرية، أمرنا شورى بيننا عدالة و ديمقراطيّة. إنما الأمم الأخلاق، فما حذونا من بقيّة الإنسانية؟
رحم الله الشهداء الأبرار و عاشت ليبيا حره
لا تزال قبضة معمر القذافي على الشعب الليبي تفتِك بالاطلاعات الاجتماعية و الثقافية و النفسية لدى العديد من الليبيين حتى ولو تمكنوا وبحمد الله من كسر قيود الولاء المغرر و الصمت المجبر. فقد سُلبت المفاهيم السياسية من أجيال عديدة من الليبيّين على مدى العقود الأربعة الماضية، و لا تزال تخفى علينا. و لهذا نرى اليوم كيف يُمكن للقذافي الانفراد بالمواطنين الليبيين ليس فقط بالآلة الحربية فحسب؛ فتلك الآلة يمكن رؤيتها ورؤية ما تحيذ من دمار إلى أن يأذن الله بدحرها، ولكن بتغييب الوعي بسياق الأحداث و الإدراك بالسبل السياسيه و التقدير لأهميّة دور الإعلام و الذي بات جزءاً لا يتجزأ من ساحات المعارك بين الحق و الباطل، والذي قد يُشكل غيابه أو سؤ استخدامه العديد من المخاطر.

هناك تعليقان (2):

  1. سلام...لا لا لا شن من عازه شهداء والا اهل مصراته ما همش شهداء .ترا فكونا من التزمزيك الزايد في النهايه هم ناس يؤدوا في عملهم و هم عارفين الوضع في ليبيا.

    ردحذف
  2. فكرة جيده ياإخوان لكي يعرف العالم بأن لا مطلب لنا إلا الحرية

    ردحذف