مقدّرٌ لها أن تعيش
أسيرة الإرهاب والإستبداد ترزح تحت وطأته باختلاف أشكاله وصوره على مر السنين.
منذ أكثر من أربعة
أعوام ظل الوضع الأمني هاجسٌ مأرقٌ لساكني بنغازي وقاطنيها وظلت قضية الأمن والاستقرار
شغلهم الشاغل آملين في استباب الأمن وبسط هيبة الدولة، وساقهم أملهم إلى التعلّق بالرجل
المنقذ الذي أتاهم بالحديد والوعيد معلناً إخراجهم من البعيد على البساط العسكري لا
الأحمدي، ليعيد دولة الاستبداد من جديد على جثث أبناءها .
أملٌ زائف وسرابٌ
تبخّر مع ملامسة حقيقة الواقع،ليجد قاطنو بنغازي أنفسهم من مستنقع التشكيلات الإرهابية
إلى إرهاب العسكر وأجهزته المخاراتية لا تقل شراسة من سابقاتها.
مسميات شكلية تخفي
حقيقة الإرهاب "الجيش الوطني الليبي" و"القيادة العامة للقوات المسلحة"
ولكنّها في جوهرها مليشيات وعصابات إجرامية أباحت كل شيء باسم الجيش والشرطة، من قتل
واختطاف وتعذيب وتنكيل وتمثيل بالجثث ورميها على قارعة الطريق والمكبّات وآخرها على
شطئان المدينة المالحة .
كأني أعيش بين مواطني
المدينة المنكوبة ،أتجرّع من نفس كأس مآسيهم ،وأتخيّل معهم استفسارتهم التي لم تجد
جواباً شافياً حتى الآن ،يفسّر سبب استمرار هذه الظاهرة المرعبة وكيفية إيقافها!!!!
إني أشعر بما يجول
في أذهانهم المنهكة وما يتبادرإليها من استفسارات ملحّة، تبحث عن تفسير حقيقي لما يحدث
من خروقات، ومن حالة عدم استقرار أمني أمام هذا الكم من الأجهزة الأمنية المتعددة وكثرة
منتسبيها، التي تدّعي بأنها تبسط سيطرتها على البلاد وتسهر على أمنه ؟!!
كأني بها تبحث تفسيراً
عن هذه الفوضى المستمرة والممنهجة لهذه التشكيلات وهي تسرح وتمرح كيفما ترغب وتريد
باسم الجيش وقيادته، دون رادع أو مشرّع متابع
وإن نطق،، فمصيره
الإخفاء والتغييب، وما "سرقيوة" عنا ببعيد ؟!!
رغم الكم الهائل
من الاستفسارات الملحّة ،ولكن لا أحد يجيب في مدينة الرعب،فصور الجثث ماثلة أمام أعين
مواطنيها، تنذر بخاتمة سوداء لكل من يشتبه به أنه رافضٌ للفوضى ألاخلاّقة بقيادة المشير.
بنغازي مدينة الجثث
وستبقى، إلى أن يفرّج الله عليها ،وأخيراً لا رجاء في المستغفلين المطبّلين الناعقين
مع كل مقال يكشف الحقيقة ويبيّن كارثية الواقع الذي نعيش!!!!
سلام ياصحبي!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق