طرابلس ــ عبد الله الشريف
خيم الهدوء الحذر، خلال نهار اليوم الإثنين، على كافة جبهات القتال في مدينة
سرت، حيث تخوض القوات الموالية للمجلس الرئاسي قتالاً، منذ خمسة أشهر، ضد مقاتلي تنظيم
"الدولة الإسلامية" (داعش) في معقلها الأخير أقصى شمال المدينة.
وأفاد المتحدث باسم عملية "البنيان المرصوص"، التابعة للمجلس الرئاسي،
محمد الغصري، بأن قوات المجلس الرئاسي أحرزت تقدماً ملحوظاً، يوم أمس الأحد، إذ تمكنت
من اقتحام آخر معاقل التنظيم بمنطقة حي الجيزة البحرية والعمارات السكنية المتاخمة
لها.
وقال الغصري في حديث لـ"العربي الجديد" إن "الضربات الجوية المحكمة
من قبل سلاحي الجو الأميركي والليبي، والتي وصلت لتسع ضربات خلال يوم أمس، أنجحت مهمة
التقدم على الأرض بشكل كبير" لافتاً إلى أن الضربات الجوية استهدفت عدداً من القناصة
على أسطح المباني العالية وبعض الآليات.
وأضاف أن "الضربات الجوية استهدفت عدداً كبيراً من القناصة، ولذا كانت
الخسائر في صفوفنا قليلة، إذ فقدنا جنديين وقرابة 15 جريحاً فقط".
وتابع: "لدينا أسباب عديدة للتوقف عن القتال بين الحين والآخر، من بينها
الحرص على سلامة المدنيين الذين لا يزالون في قبضة داعش، بالإضافة لتأمين مواقعنا وحمايتها
من أي اختراق".
وكشف الغصري عن ضعف شديد في صفوف مقاتلي التنظيم، قائلاً: "لقد سلّمت خمس
نساء داعشيات من جنسيات أفريقية أنفسهن مساء أمس، بعد أن ضاقت بهن السبل وسط شدة الحصار
الخانق"، مشيراً إلى أن إحدى النساء، وهي من جنسية غانية، أفادت بأن الطعام والمؤن،
بل والمياه، نفدت تماماً في المعقل الأخير، بالإضافة لتزايد أعداد قتلى التنظيم.
وعن حجم قوة التنظيم، قال الغصري "لم يعد لديهم قوة تذكر، فهم يعتمدون
على القناصة بشكل كبير، بالإضافة للعمليات الانتحارية، ولكن المدنيون المعتقلون هم
هاجسنا الأكبر لديهم، بالإضافة لأسرهم من الأطفال والنساء. لا نريد لهم الضرر".
وبيّن أن حياة المدنيين هي السبب الرئيسي الذي لا يزال يؤخر حسم المعركة.
وختم بالقول: "نعتقد أنه لا يمكن التكهن، حتى الآن، بموعد نهاية المعركة،
بسبب حرصنا على حياة المدنيين الذين يتخذهم داعش دروعاً بشرية في آخر معاقله، ولا يستبعد
أن يقدم على إعدامهم لو تسرعنا في التقدم أرضاً".
العربي الجديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق