الثلاثاء، 31 يناير 2012

سليم نصر الرقعي : عمر الكدي والساطور والسخرية بلا حدود!؟

لا شك أن بعض الصور الكاريكاتيرية التي يرسمها أو يركبها الصحفي والكاتب الليبي السيد "عمر الكدي" تحت إسمه الشهير المستعار (الساطور) في مجال الرسم الساخر تدخل تحت عنوان السخرية السياسية الجيدة ولا شك أن الكثير من هذه الرسومات سواء في عهد القذافي او العهد الحالي أضحكتنا كثيرا ً - وشر البلية ما يُضحك - ولكن في المقابل لا شك أيضا أن هناك الكثير من الصور والرسومات الأخرى التي ينتجها "عمر الكدي" – أي الساطور - لاقت الكثير من الإستياء والإستهجان من قبل الكثير من الليبيين بل ومن المعارضين بسبب عدم إلتزامها بحدود فن السخرية السياسية أو الذوق واللياقة ومراعاة الحياء العام والذوق العام بالمعايير الليبية!..

فالساطور - أي عمر الكدي - وبدل التركيز على النقد السياسي الساخر الهادف العام كما هو الحال في كاريكاتيرات الفنان الليبي الساخر المبدع "محمد الزواوي" رحمه الله أو الفنان السوري الساخر "علي فرزات" نجده يركز على عملية التجريح الشخصي المستمر للأشخاص الذين لا يتفق معهم سياسيا ً أو فكريا ً بل ومحاولة تشويه صورة الشخصية بكل الوسائل وعلى طريقة الغاية تبرر الوسيلة (!!!) من خلال تصويرهم كما لو أنهم بُله وحمقى وقذرون وأشرار بالكامل ومن خلال التركيز على أمور لا يجوز إتخاذها هزوا ً أو موضوعا ً لإنتقاد الناس والسخرية منهم كوجود "زبيبة الصلاة" على جبين بعض الناس مثلا ً أي وجود تلك العلامة السوداء التي تنشا على جباه البعض بسبب المحافظة على الصلاة أو السخرية من شخص بسبب إعتماره "الشنة الليبية الأصيلة" سواء أكانت هذه "الشنة" حمراء أم سوداء أو إرتداء عمامة أو لثام تقليدي ليبي!!!.. هل هذه أمور مضحكة في حد ذاتها ومدعاة للسخرية والتهكم !!؟؟.




فمثلا ً في رسومات الرسام الساخر الساطور - أي السيد عمر الكدي المقيم حاليا ً في قطر والمحرر لصحيفة الجماهيرية سابقا ً- والتي يهاجم فيها المجلس الوطني بل السيد "عبد الجليل" شخصيا ً نجده يركز على مسألة "الشنة الحمره" وعلى "زبيبة الصلاة" التي تزين وجه "السيد عبد الجليل" – رئيس المجلس الوطني - ويضخم من مسألة إبرازها في صوره مؤخرا ً بشكل مستمر والتضخيم من وجودها في رسوماته كما لو أن المشكلة الأساسية تكمن في  هذه "زبيبة الصلاة" أو في هذه الشنة "الحمرة" !!!!.. هذه "الشنة" الحمراء التي وضع لها الساطور - أي عمر الكدي - في إحدى الرسومات عبارة ( وإنتصرت الشنة ) كعنوان لها !!.. لدرجة أن بعض الليبيين من شرق ليبيا "برقة" باتوا يعتقدون أن وراء هذه الرسومات الساخرة دوافع جهوية عنصرية مستترة!!!.. فهل هذا صحيح بالفعل أم أن الأمر لا يتعلق بعنصرية جهوية مستترة بل بكون الساطور - أي الصحفي عمر الكدي - يحمل توجهات علمانية يسارية معادية للإسلاميين بشكل خاص وللمتدينين بشكل عام!!؟؟.. أم أن السبب الحقيقي – كما يقول البعض - هو تأثره الكبير بعمله السابق كمحرر في صحيفة الجماهيرية التابعة للقذافي قبل خروجه وفراره من البلد عام 1999 إلى هولندا !؟؟.. خصوصا ً مع ملاحظة أن أسلوب الساطور في مهاجمة من يختلف معهم لا يختلف كثيرا ً عن أسلوب جماعة القذافي فهل هي الثقافة القذافية المتغلغلة في النفوس والعقول ؟؟؟!!.. فالقذافي وأنصاره كانوا يركزون دائما ً في مهاجمة معارضيهم ومخالفيهم على أسلوب التجريح الشخصي والسخرية والإستهزاء والتسفيه ومحاولة تشويه صور هؤلاء المعارضين والمخالفين بالتركيز على بعض الأمور  الشكلية السخيفة وغير الأساسية والتي لا علاقة لها بالنقد السياسي من قريب ولا من بعيد (!!!) مثل التركيز على السخرية من لحى الإسلاميين وجلابيب المتدينين أو مثل التركيز على السخرية من "شنة" السيد عبد الجليل في بداية أحداث الثورة ومناداته بشكل مستمر ومتكرر عبر شاشة تلفزيزونهم بطريقة صبيانية متخلفة وسخيفة بلقب "يا بو شنه " " يا بوشنه حمره " "هاهاهاهاها"!!؟؟.. كما لو أن إرتداء الشنة الليبية الأصيلة سواء أكانت حمراء أو سوداء هو أمر مثير للإستنكار ومدعاة للسخرية !!!.. فهذا هو منطق القذافي وأولاده السخيف فهل تأثر السيد "عمر الكدي" الشهير بلقب "الساطور" بمدرسة القذافي في النقد السياسي للمخالفين؟؟؟!!!.. فلماذا – إذن - يستنسخ "الساطور" هذا الإسلوب الصبياني وغير الحضاري في هجومه على السيد "عبد الجليل" وغيره من الليبيين كما لو أن المشكلة تكمن في الشنة الحمراء التي يعتمرها أو في زبيبة الصلاة التي ظهرت على جبهته بسبب المحافظة على الصلاة لا لإسباب سياسية حقيقية وموضوعية تستحق النقد أو تستحق حتى السخرية !!؟.. والعجيب هنا أن "عمر الكدي" الكاتب والصحفي والمحلل والإعلامي والشاعر الذي كثيرا ً ما تستضيفه قناة ليبيا الأحرار يظهر عندما يظهر بإسمه الحقيقي في وسائل الإعلام بشخصية مناقضة لشخصية الساطور !!.. فهو بإسمه الحقيقي يحاول الظهور بمظهر الكاتب والمثقف والإعلامي والمحلل السياسي والشاعر الليبي التقدمي والمتحضر والرصين – أي لزوم الصورة الإعلامية !!! - في حين تحت إسم "الساطور" يأخذ راحته ويكون على سجيته وطبيعته ويطلق العنان لكل رغباته السفلية "الهمجية" غير المنضبطة في النيل من صورة الآخرين ممن لا يطيقهم أو يختلف معهم في الرأي والموقف السياسي ومحاولة تشويه شخصيتهم وصورتهم في أذهان العامة بالإعتماد على منطق تشويه الصورة الشكلية لا منطق العقل والمحاججة الجدلية بل وبالتركيز على السخرية المستمرة من أمور هامشية لا تستحق السخرية وبطريقة قد تعكس شخصيته الحقيقية لا شخصيته الإعلامية الظاهرة في المحافل العامة ووسائل الإعلام !!!.. لقد حان وقت المراجعة الذاتية الشجاعة فقد كثــّر "الساطور" يا سيادة الإعلامي المثقف "عمر الكدي" على ما صوووووه !!!!.

أخوكم المحب : سليم الرقعي

هناك 3 تعليقات:

  1. سيد سليم..... انت بنفسك فعلت مافعله الساطور واسوأ...
    علي سبيل المثال.. ان تعطي الموضوع هذا الحجم الذي صورته وتدس السم في العسل؟؟؟
    الساطور طالما قدم رسومات ساخرة من قبل ثورة 17 فبراير.... فلا تبدأ كما بدءت في موضوع الفيدرالية

    له الحق ان يقدم الرسوم التي يراها ... هو يقدمها على شكل رسوم وانت تقددمها على شكل كلمة...
    فالزم فالزم يا اخ سليم ولا تبدا بحرب انت الخاسر فيها
    ما تبيعش ميه في حارات السباكين

    ردحذف
  2. افق مع السيد سليم تماماً، فبعض هذه الرسوم مثير للاشمئزاز. لا بد من يرسم كل شخص لنفسه معايير للحد الاردني من الأخلاق والاحترام في نقده لأي كان.

    ردحذف

رحمك الله صاحبي ورفيقي

  رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول ...