الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

د.إدرريس عبد الحميد فوناس : الفتح واسباب النصر

إشتعلت المعارك في بنغازي ,والزاوية ,ومصراتة ,والزنتان ,وطبرق ,والجبل الغربي ,وكل مدن ليبيا الحبيبة وتوافد الشهداء والجرحىى على المستشفيات. كنت أرى في عيون الجرحى إصرارا غريبا وقوة من الله عزوجل عجيبة وكذلك رايت الناس في مختلف المجالات والاماكن تلمع أعيونهم بنفس البريق والتحدى رايت تماسك تنبهر به الالباب وتؤسر به القلوب نساءً ورجالا واطفال.
رايت هذا البريق في عيون الليبيين في ميدان الحرية والالف من البشر متراصين متكاتفين رافعين اُكفهم الى الله عز وجل بالدعاء والعيون تهطل بالدموع الراجية من الله عزوجل الحفظ والفتح والنصر القريب.
في صف واحد في وقت واحد: الاكف مرفوعة ,والعيون راجية  ,والقلوب موجهة ,والحناجر تتغني بالتكبيروالتهليل والدعاء والرجاء الى الواحد الاحد ,منظر لن انساه  تجلت فيه العبودية لله عزوجل والوحدة في أحلى وأجمل وأبهى معانيها.
في تلك الايام الطيبة كان قيام الليل والاستغفاروالتوكل والحسبنة على الظالم والصيام فتوحدت النفوس واتجهت الى هدفها في ازالة هذا الظالم وزبانيته فتوالت الانتصارات والفتوحات والحفظ الجميل وأخذ الله هذا الظالم وجنده اخذَ عزيزٍ مقتدر. في تلك الايام ارتفعت نفوسنا فوق شهواتنا وأرتقت الي معانى لم نعشها من قبل ,الحرية ,والحب ,والسعادة ,والتحدى ,والقوة ,والامل ,وارتفعت الهمم والانصهار والتداخل الايجابي رغم إختلاف مشاربنا وأفكارنا ,فكنا قوة لاتقهر ,واجبرنا الدنيا على حبِنا وإحترامنا.
ثم ماذا... نسينا ماذُكْرنا به ...والتهينا بانفسنا ,وتقاسم السلطة ,والحديث والتبارز عليها ,كل هذا ولم ننتهي من اقتلاع الظالم من جذوره بعد ,وبداء الدعاء ينضب والعيون تجف والقلوب تلهى.
وظهرت نعرات الجاهلية والقبلية فيقول أحدنا (انا ابن المدينة تلك او القبيلة تلك) متفاخرا على إخوانه وقد نسي او أنساه الشيطان أن النصر جاء من عند الله يوم اتحدت القلوب ,وجاء المدد من الله عز وجل فَنُزِعَ مافي قلوبنا من غل وشحناء وبغضاء. وارتفعنا عن حب الذات.
أخواتى الكريمات إخواني الكرام علينا بالرجوع الى النبع الصافي والمعين الذي لاينقطع يوم اتحدنا ورجعنا الى مولانا, فانى ارى أن من اسباب النصر والفتح الاتى:

اولا      الرجوع الى الله عزوجل وتسليم انفسنا اليه كما فعلنا وراينا نتيجة ذلك ايام بدايات الثورة .
ثانيا     الحب في ما بيننا فنربه ونرعاه على اختلاف اتجهاتنا.
ثالثا     الترفع والرقي عن حب الذات.
رابعا    تقبل الاخر ومحاولة فهمه والتقارب مااستطعنا ودرء الفتن ومنعها.
خامسا   على المثقفين والسياسيين عدم التنازع والتبارز بل عليهم ان يوجهوا جهودهم وواقاتهم في تثقيف الشباب والتفاعل الايجابي.
سادسا   الوحدة في جميع المستويات وتوحيد القيادة
سابعا  على القيادة ان تقود بحكمة والاستفادة من الدروس والعبر من الماضى والحاضر وعدم الاقصاء والاستماع والتلطف والحزم.
ثامنا     أن نعلم ان هذه القيم اكثر مانحتاجها اثناء و بعد التحرير.
تاسعا    أرفعو الهمم وانطلقوا فوق اللام ملبينا نداء الوطن العزبز.
عاشرا   أن لاننسي ان نحافظ على جهاد وتضحيات الشهداء والجرحى.
واخيرا فليكن في ذاكرة كل ليبي وليبية ان بعد النصر ياتي الاختبار امام الله عز وجل (ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون) وامام نفسك (كل نفس بما كسبت رهينة) وامام الناس (كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته) فلنتقي الله ونحافظ على نعمه ونشكره على منه ونساله الزيادة والحفظ إنه ولى ذلك والقادر عليه. والسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحمك الله صاحبي ورفيقي

  رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول ...