تتعالى أصوات وتنخفض أخرى، وتقدم آراء ومبادرات ومقترحات من فوق المنضدة ومن تحتها، وتسرب أخبار حقيقية وغير حقيقية، ودارت رحى المعارك الإعلامية وتسربت الأخبار الكاذبة؛ لتشتيت الجهود ونشر وبث الإشاعات المغرضة خاصة بين الثوار أو بين أفراد الشعب للتخويف والتضليل.
لقد عانينا كثيرًا خلال الأيام الماضية من هذه الأحداث، مما حدا بنا أن نتحرى الدقة في تصديق ما يصلنا من أخبار، سواء كانت عبر "الإنترنت" أو "القنوات" التي رأيت بنفسي في أثناء الحديث معهم في استوديوهاتهم ما يقومون به من جهد في محاولات التيقن من الأخبار قبل بثِّها؛ لكنهم رغم كل ذلك يتسرب منهم بعض الأخبار الخاطئة.
وانتقلت هذه المتناقضات- حتى على مستوى تصريحات المسئولين- خاصة في الإدارة الأمريكية ما بين البنتاجون ووزارة الدفاع والخارجية والبيت الأبيض، وكذلك بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي ومسئوليهم، وما تعجبت منه ووقفت عنده كثيرًا التحولات المختلفة في تصريحات القيادة التركية، فكل يوم يخرجوا علينا بشيء جديد ويتراجعون عنه بعد قليل .
فقد تناثرت من هنا ومن هناك أخبار، منها حلم الأسرة الحاكمة وأعوانها في الوصول إلى حل سلمي، بأن يسلم رأس الأسرة القيادة لأحد أبنائه ومجموعة من رفاقه، ويغادر، وذلك لفترة انتقالية! وهو حلم يتمنى هؤلاء أن يتحقق وآخرون مستفيدون، وتجار الأزمات العالميون ظهروا على الساحة؛ لكي يضمنوا لهذه الأسرة الظالمة خروجًا آمنا في إحدى الدول، مع الحصول على ضمانات بعدم ملاحقتهم جنائيًّا.
كل ذلك لا يهم؛ لأن كل ما يُسرَّب كلام في الهواء، نسمعه- نحن الليبيين والليبيات- ونضحك، فبعد ما حدث في طبرق ودرنة والبيضاء والمرج وبنغازي والزاوية ومصراتة والزنتان والزاوية وطرابلس وزوارة، وكل مناطق ليبيا من سفك للدماء واعتداء وانتهاك للحرمات، فلا تعايش ولا تسامح ولا تفاوض مع هذه الأسرة الظالمة ورئيسها الطاغية المستبد، ولا مع أي من أعوانهم الذين تلطخت أيديهم بدماء الليبيين.
هؤلاء لا وجود لهم مع الشعب الليبي؛ لأنهم أعداؤه، والشعب قال كلمته: لا لهؤلاء، ولا للظلم والاستبداد، ونعم للحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة ودولة المؤسسات؛ التي يعيش فيها الإنسان بكرامة مصانة، ويشعر بالأمن والأمان.
ولا تنازل عن اى شبر من ارض ليبيا فترابنا واحد وعاصمتنا الابديه طرابلس ،هذه هى ثوابتنا .
وأخيرًا أرجو من كل من يكتبون في الصحف أو على "الإنترنت" أو يُجرُون مداخلات مع القنوات الفضائية أن نوحِّد جهودنا في هذه الفترة؛ من أجل إنهاء هذا النظام الفاسد، وإذا كان لبعضنا رأي أو نقد فلا ينشره، بل يوصله إلى الجهة التي ينتقدها، فليس من مصلحة الثورة في هذه الفترة أن ننشر أي اختلافات، حتى وإن كانت بسيطة، فلنوحد الجهود والصفوف، ونستمر في التظاهرات السِّلمية، ونترك الجبهة لرجالها الذين نتمنى عليهم أيضًا عدم التصريحات والاكتفاء ببيانات رسمية عن الواقع الميداني، تصدر فقط عن ناطق رسمي باسمهم.
أرجوكم- بكل مصداقية- الاهتمام بذلك، ووفقنا الله جميعًا لما فيه خير ليبيا الحبيبه وناسها الاكارم.
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل, بل ليس من داعي الى لأي نقد في هذه الفترة , بل ننصح اخواننا ونريهم ما نرى من ملاحظات سلبية لتصحيحها اذا كان منخطأ فيها , او توضيح ما يحتاج لذلك
ردحذف