الخميس، 7 أبريل 2011

لماذا يتردد أوباما في ليبيا؟



قال الكاتب جورج فيل إن إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل أسابيع أمام زعماء الكونغرس أن التدخل الأميركي في ليبيا سيدوم "أياما فقط وليس أسابيع" أثار شكوكا خاطئة بشأن المهمة، مع أنه كان يجب الخوف على المهمة ذاتها.


وكتب فيل مقالا في "واشنطن بوست" يشرح فيه ما يصفه بالتخبط الذي ميز سلوك إدارة أوباما، وقال إنه إذا كان السؤال المعتاد هو ما الخطة البديلة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما الخطة أصلا، لأن أوباما جر أميركا لما ظل يصر على أنها حرب استباقية لإنقاذ المدنيين الليبيين، دون أن يوضح ما إذا كان هؤلاء الثوار الذين يسعون لإسقاط القذافي ما زالوا مدنيين أم لا.

وتساءل الكاتب عن جدوى وصف التدخل الأميركي بالإنساني وغياب أي مشهد لأعمال الإغاثة، بل عمليات القصف والتدمير فقط.

وقال فيل إنه على إدارة أوباما أن تقرر تحديد كيفية تعاملها مع الذين اختارت الحرب إلى جانبهم، وهم الثوار، فأميركا ولأنها ولدت من رحم التمرد والريبة من السلطة تميل إلى حسن الظن بالثوار.

وأضاف فيل أن هذا كان واضحا في شعارات الستينيات، خاصة في الجامعات، حيث كان الطلبة يتجمعون لمشاهدة "الموت في مدريد"، وهو فيلم وثائقي عن الحرب الأهلية الإسبانية. وعندما تحدث الراوي عن صف من الجنود، هتف الطلبة "الثوار يتقدمون إلى مدريد"، غير مدركين أن الثوار كانوا الجنود الفاشيين للجنرال فرانكو.

وأوضح الكاتب أن الثوار ليسوا جيدين كلهم، فعندما قالت إدارة أوباما إنها لن ترسل أي جندي إلى ليبيا، فقد كان هذا الإعلان يعني فتح المجال أمام عملاء جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية، بل إن بعضهم قد ينشط ضمن الثوار.

وأضاف فيل يشرح فكرته بقوله إن عناصر الاستخبارات ربما يجب أن يبقوا في أميركا ويتحدثون إلى بعض أعضاء مجلس الشيوخ الذين يبدو أنهم يعرفون ما يجري، فمثلا السيناتور الديمقراطي جون كيري يشير إلى أن الثوار الليبيين يناصرون الديمقراطية.

ثم ينتقل فيل إلى ساحل العاج ويقارن الوضع فيها بليبيا، قائلا إن القتل لا يتوقف والجثث تملأ الشوارع والنازحون بالآلاف، لكن لا وجود لأي "تدخل إنساني"، بينما لا يتوقف الحديث عن هذا التدخل في ليبيا.

ويتساءل الكاتب عن عجز أوباما أو تردده، ليقول بوضوح: لماذا نحن ماضون في ليبيا أو تحت أي ظروف يمكن أن تقال عن المهمة. وهناك أكثر مقارنة مناسبة هي هجوم الرئيس الأسبق جيمي كارتر على إيران بثماني مروحيات، حيث أصبح هذا رمزا للخروج من تخبط الرئيس.

وختم فيل بما قاله الرئيس الأميركي الأسبق كالفين كوليدج، الذي ترك الرئاسة في مارس/آذار 1929، حيث قال "لعل واحدة من أهم إنجازات إدارتي هي التركيز على عملي الخاص"، فقبل أن تفعل أي إدارة ذلك يجب أن تحدد مسؤولياتها مع تواضع كاف للاعتراف بأن بعض الأمور ليست من شأنها.

المصدر:واشنطن بوست

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحمك الله صاحبي ورفيقي

  رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول ...