الجمعة، 8 أبريل 2011

نداء من الشعب الليبي الى الشعوب العربية وملوك ورؤساء الدول و رؤساء

نداء من الشعب الليبي الى الشعوب  العربية وملوك ورؤساء الدول و رؤساء الحكومات والهيئات الدينية  والمدنية والاعلامية و الانسانية

ان الشعب العربي الاسلامي الليبي  ومؤسساته الدينية و المدنية وثواره الاحرار ومجلسه الوطني الانتقالي يناديكم ويهيبوا بكم أن تهبوا لاغاثته ومد يد العون له ومساعدته على التخلص من نظام العقيد القذافي الظالم  و ابنائه  المفسدين ولجانه الثورية القمعية وكتائبه الاجرامية و مرتزقته الا جانب الذين جيئ بها لقتل الليبيين وانتهاك أعراضهم في عقر دارهم.
أيعقل أن يفعل هذا بشباب شعب عربي أصيل ثار في وجه الظلم و الطغيان أسوة بشباب شعوب عربية أخرى انتفضت في وجه أنظمتها الظالمة الباغية مطالبة بالحرية و الكرامة و العدالة.

أيعقل أن يحرم الشباب الليبي الابي من الحقوق التي طالب بها شباب تونس و مصر و اليمن وحصلوا عليها عن جدارة و استحقاق الا لشيئ الا لان من يحكم ليبيا اسمه العقيد معمر القذافي عميد الحكام العرب و ملك ملوك أفريقيا وصاحب الكتاب الاخضر والمروج للنظرية العالمية الثالثة و ما الى ذلك من الاكاذيب و الاباطيل التي لا يصدقها انسان عاقل.

فشعوب الوطن العربي كلها أو على الاقل معظمها تعاني من نفس المشاكل التي كانت سببا في  قيام هذه الثورات العربية الشاملة العارمة ثورات  العزة و الكرامة التي لا يعرف لها مثيل في التاريخ الحديث.
 انها ثورات  ضد الظلم و الفساد وتسلط الاجهزة الامنية على رقاب الناس واغتصاب السلطة من طرف فئة قليلة باغية عاتية مستكبرة تحكم بالتوريث و الترويع وشراء الهمم و الذمم و خدمة مصالح الطرف الاجنبي و الخضوع لشروطه واملاءاته.
 أنها انتفاضة شعبية ضد سياسة  استعباد الشعوب  و الحكم بالقهر و الترويع  ونهب الثروات وبيع الاوطان.

هذا ما كان يحدث في تونس و مصر  وما كان سببا  لانتفاضة  شعبيهما ومازال يحدث في بلدان عربية أخرى وهذا ما يحدث تماما في ليبيا  لذلك كان من الطبيعي أن يثور شبابها بدورهم ويمشون في مظاهرات سلمية شرقا و غربا منذ فجر يوم السابع عشر من شهر فبرايرالماضي. لكن النظام الليبي اختار أن يقطع الطريق على الثورة ويحول مسيراتها السلمية الى مجازر رهيبة  وشبابها الى جرذان و مجانين ومدمني مخدرات عاث فيهم قتلا و تعذيبا واختطافا.

ما العمل و العقيد القذافي و أولاده و زمرته الباغية قد عادوا ببلادنا الى ذكريات زمن الغزو الايطالي ومجازره ودماره وماسيه  تشهد على ذلك مدن الزاوية وزوارة و مصراته  وغيرها  التي دمرها قبل مائة سنة  الجنرال قريزياني  ويعيد اليوم تدميرها  العقيد القذافي مستعملا في ذلك كل أنواع الاسلحة التي تملكها كتائبه.
الطليان نكلوا بالشعب  الليبي ليغزوا بلاده ويستعمروها والقذافي ينكل بهم ليحكمهم بالقوة و القهر رغم ارادتهم.
كيف يمكن التفاوض و التصالح مع رجل لا يشفق ولا يرحم كما قال بنفسه وأنتم تعرفون نظامه وأسلوب حكمه وتعلمون أقواله و أفعاله وقد طردت شعوب عربية  أخرى من السلطة من الرؤساء من هو أرحم  من القذافي و أعقل.
لقد تسلط علينا هذا الرجل و أعوانه و نظامه و لجانه الثورية و حكمنا بالقهر و العنف مدة 42 سنة وزج بنا في حروب لا نريدها و خلق لنا عداوات لم نكن نرغب فيها ونهب أموالنا و بددها وأنفقها في ارساء قواعد نظامه الدموي  و الترويج لنظرياته الفاسدة واذاعة صيته وتحسين سمعته في العالم.
لقد قتل منا وعذب و سجن وشرد  عشرات الالاف بل انه قتل في يوم واحد أكثر من 1200 شاب ليبي في عمر الزهور في سجن أبوسليم (1996) وهذا ما لم يفعله أحد من قبله في العصر الحديث.

هذا رجل  يقتل كما يأكل و يشرب ويكذب كما يتنفس و يغدر كما يلعب ليس له عهد و لا ذمة يتاجر بالنفوس البشرية ويسخر كل شيئ من أجل بقائه في السلطة و توريثها لابنائه من بعده.
انه رجل تاجر بعروبتنا وبدل ديننا فجعل التاريخ الهجري يبدأ من يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم وليس من يوم هجرته من مكة كما أجمع على ذلك المسلمون قديما و حديثا واستغنى عن السيرة النبوية وقال: يكفينا من الاسلام القران ويذكر نبينا باسم محمد و لا يصلي عليه و لا يسلم وأسقط من ثلاث سور عظام من القران الكريم لفظة قل فقرأ في صلاته بالناس بعد الفاتحة . هوالله أحد الله الصمد  وقرأ أيضا:  أعوذ برب الفلق   و   أعوذ برب الناس الناس... ولما صححه المأموم بان قال له نسيت قل رد عليه القذافي قائلا: قل   قالها جبريل لمحمد و ليست من القران وهو الذي ادعى النبوة بالقول بأنه رسول الصحراء وسمي زنديقا كل مسلم يخالفه في رأيه ويعفو لحيته ويحرص على اداء صلاة الفجر في المسجد وهو الذي فرض علينا و أجبرنا على أن نخالف المسلمين في صيامهم و أعيادهم حتى لا نصوم معهم و لا نعيد معهم.

كيف يوجد اليوم في عالمنا العربي الاسلامي من يقبل بالدفاع عن هذا الرجل الفاسق وهذا الرئيس الباغي الظالم المتاجر بالعروبة والمتطاول على دين الاسلام.؟
ما من شعب عربي الا وكان له مع هذا الرجل المغرور بنفسه شأن  و ما من دولة عربية الا عاداها ودخل معها في حرب اعلامية  و ما من رئيس عربي أو ملك الا وخاصمه أو عيره أو أستهزأ به أو سعى الى الغدر به وقلب نظامه.

يدعي هذا الرجل أنه ليس برئيس حتى يستقيل من منصبه أو يقتسم السلطة مع غيره ولا مسئولا حتى يسلم المسئولية الى شعبه أو يتفاوض مع خصومه او يسمع ممن يعارضه ان غروره اللامحدود يضعه فوق كل ذلك.
نعم هو أكثر من مجرد رئيس لان الرؤساء ينتخبون وهو فرض نفسه  بدون انتخاب  هو دكتاتور من فصيلة نيرون وموسوليني وهتلر يحكم بمفرده ولا يسمع من غيره ولا يناقش أمره و يقتل بالاشارة.

أن العقيد معمر القذافي بعكس ما يدعيه يتحكم في كل شيئ في بلادنا حتى في أرواحنا و أعراضنا: فهم يمثل ليبيا في المؤتمرات الدولية و يستقبل رؤساء الدول و الوفود الاجنبية و يختار السفراء ويعين الوزراء وقادة الجيش وكبار المسئولين في أجهزة الدولة ويتصرف في أموالها كيفما يشاء وهو الامن و القضاء معا  يتهم ويسجن ويعاقب و يعفو على من يشاء, لا يستطيع أحد في ليبيا كلها عمل شيئ بدون علمه و رضاه وموافقه بحيث تجري الامور على النسق التالي: هل أمر القائد بذلك ؟ هل يعترض القائد على ذلك ؟ انتظروا موافقة القائد؟ احذروا غضب القائد   اطلبوا رضى القائد.    ولم يبق لنا الا أن نركع للقائد و ان نسجد للقائد

وباختصار معمر القذافي ليس رئيس دولة  انه دولة داخل الدولة بل هو الدولة نفسها. لذلك يجب عليه أن يرحل.
لهذا كله ثار الشعب الليبي ضد هذا الرجل الظالم الذي لا سبيل الى الحوار أو التفاهم أو التصالح معه.

و عليه  فان ما يحدث في بلادنا ليبيا الثائرة  ليبيا الجريحة  ليبيا الشهيدة ليس حربا أهلية بين فئات الشعب الواحد كما يفهمها البعض وليست حربا صليبية عدوانية كما يصورها النظام  كلا أنها بكل بساطة انتفاضة شعب بأكلمه في وجه نظام فردي استبدادي ظالم جائر لا يرحم وثورة حرية و كرامة وعدل واصلاح  يقودها شباب فضل النضال و التضحية والموت على العيش في ظل حياة القهرو الذل و الهوان. اذا كان لا بد من الحديث عن الحرب والقتال فهي حرب بين شعب بأكمله  وحاكم ظالم مستبد و اولاده وزمرته.

ففي يوم السابع عشر من شهر فبراير انطلقت شرارة الثورة من بنغازي وألهبت في أسبوع واحد مدن الشرق و الغرب وكادت تطيح بالنظام في أقل من ستة أيام  حتى كادت تكون أقصر ثورة على أعتى و أعنف نظام. لكن القذافي وأبناؤه ولجانه وميليشياته ومرتزقته  تصدوا للثورة  ليس بالمياه الباردة والقنابل المسيلة للدموع كما حدث في تونس و مصر و يحدث في اليمن و الاردن و سوريا ولكن بكل ما يملك من قوة عسكرية و عتاد حربي ومال ودعاية وخزي وعار فضرب المدن وسكانها الابرياء بالطائرات والمدافع و الدبابات  وأطلق أيدي المرتزقة الافارقة ومجرمي اللجان الثورية ليعيثوا في البلاد فسادا واغتصابا لحرائر النساء و قتلا و دمارا لابناء الشعب.

ومع ذلك قاوم الشعب الليبي الالية العسكرية القذافية الرهيبة بكل شجاعة و حزم فتحررت مدن بسرعة لان يد الطاغية لم تتمكن من السيطرة عليها  وقاومت مدن أخرى أسابيع طويله مثل الزاوية الزنتان و زوارة و يفرن وغيرها ومازالت مصراته صامدة. أما طرابلس التي كادت تتحرر من قبضة الطاغية في يومين أو ثلاثة  فقد طوقها النظام بكتائبه وروع سكانها وخنق أنفاسها وضرب عليها بستار من حديد فلا أحد يعلم عنها شيئا تقريبا.

أذا كان هذا الرجل الظالم وأتباعه و أنصاره صادقين فيما يدعونه من حب الليبيين أو على الاقل بعضهم للقذافي والتفافهم حوله و تأييدهم له فنحن  نتحداه و نتحداهم أن يقوم النظام باخراج كتائبه الامنية ومرتزقته ولجانه الثورية و أسلحته الثقيلة من المدن التي يسيطر عليها و التي يطوقها ويقصفها ليلا نهارا و ليترك سكانها يخرجون من بيوتهم سالمين ويتحدثون بحرية ويتظاهرون بأمان ويقولون من يختاروا لقيادتهم و حكمهم. وقتها  سنعلم حق العلم من هو مع القذافي و من هو ضده.
و الحال هذه فنحن نهيبوا بأشقائنا العرب المترددين و المؤيدين لهذا الرجل الباغي أن يتخلوا عن هذا الحاكم بأمره الظالم لشعبه المتسبب في خراب بلده فهو لن ينتصر ضد شعب بأكلمه ولن يصمد طويلا أما العالم كله.
ان بقاءه في السلطة يعني  مضيعة للوقت و مزيدا من القتل و الدمار و الخراب. لقد ان الاوان لكي يرحل فيستريح و يريح الناس من شره.   
                                                                 لجنة مساندة ثورة 17 فبراير     في فرنسا   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحمك الله صاحبي ورفيقي

  رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول ...