لقد عاث إمبراطور الهلوسة في جماهيريته التعيسة، التي بدرت له في وهمه، فسادا لأربعين عاما ونيف في وسط دهشة عقلاء العالم، فصادر حريات أبناء ليبيا الأحرار، وبدد أموالهم على مرتزقته ومنظماته الإرهابية، وأنفقها على مغامراته الفاشلة، وانتهك كرامة شعبها الأبي، وجعل أعزة أهلها أذلة، إرضاء
لأمراضه النفسية، ومراهقته الفكرية، ونرجسيته التي وقف الأطباء النفسيين عاجزين حيارى أمام حالة جنونه النادرة التي استعصت على التشخيص، فعجزوا عن تحديد أعراض مرضه النفسي بعدما أخفقوا في تتبع اتجاهات تفكيره أو التنبؤ بما قد يصدر عنه من تصرفات رعناء، وأقوال هوجاء.
لأمراضه النفسية، ومراهقته الفكرية، ونرجسيته التي وقف الأطباء النفسيين عاجزين حيارى أمام حالة جنونه النادرة التي استعصت على التشخيص، فعجزوا عن تحديد أعراض مرضه النفسي بعدما أخفقوا في تتبع اتجاهات تفكيره أو التنبؤ بما قد يصدر عنه من تصرفات رعناء، وأقوال هوجاء.
لقد تكفلت شركات الاتصال المتخصصة التي تعمل لحسابه بشراء ولاء العصابات المنظمة، والمنظمات الإرهابية لتصفية خصومه السياسيين، وفتح المجال للصفقات المشبوهة، وبناء العلاقات بين الدول مستخدما مقدرات الشعب الليبي وثروته ليشبع نزعة جنون العظمة لديه! وأمام حمقه وشخصيته الهلامية وعلاقاته المشبوهة بالمنظمات الإرهابية آثر كثير من قادة الدول الغربية والعربية كسب وده ومداراته اتقاء لشره، فأعادوا تأهيله وكيفوا أنفسهم مع مزاجه الزئبقي المتقلب، ونفسيته النرجسية المثيرة للجدل، فهو رجل غريب الأطوار، سقيم الفكر، أهوج الطباع، ارتجالي المواقف، لا يرى غير نفسه، يغضب إذ ذكر غيره، وتتأجج نار الغيرة ويلتهب فؤاده إذا حادت الكاميرا عنه قيد أنملة وسلطت عدساتها على غيره.
وما أن أحسّ عاشق نفسه برياح التغيير العاتية التي عصفت بزميليه عن اليمين وعن الشمال تدنو من خيمته حتى بادر بالقيام بشد أوتادها وأسرع بتقديم وعود بإصلاحات على طريقته الهمجية، ولم يدر بخلده أن الشعب الليبي قد عزم على قلع خيمته.
لكل أمة منافقوها، ولكل أمة مجرموها إلا أن مجرمي القذافي ومنافقيه ليسوا كباقي البشر إذ هم أشد قمعا، وأعظم بطشا فعلى ما يبدو أنهم اختيروا بعناية تناغما مع شخصيته الشرسة، فكتائبه الأمنية ومرتزقته بارعون في أساليب القتل والتعذيب ونشر الرعب، فرده على خصومه كان عنيفا إذ أطلق العنان لزبانيته ومرتزقته وكتائب أولاده الأمنية التي أنفق على تسليحها وإعدادها أمولا طائلة لتضمن هذه الأسرة المخبولة الاستمرار في حكم هذا الشعب الأبي.
فطفقت سرايا الموت تنشر الرعب والإرهاب والموت الزؤام بين العزل من الرجال والنساء الأطفال، حتى غدت سيناريوهات أفلام دراكولا، وقصص الرّعب، وعروض مصاصي الدماء مشاهد رومانسية، أو مسرحيات كوميدية مقارنة بما تبثه قناة الجزيرة وبعض وسائل الإعلام العالمية من صور لرؤوس متناثرة، وجثث متفحمة، وأجساد ممزقة بصواريخ مضادة للطائرات والدروع.
بيد أن القذافي لم يستوعب الأمر فخرج علينا هو وأبناؤه الذين لا يقلون عنه جنونا بالتهديد والوعيد وكال لشعبه الشتائم، فوصفهم هو وابنه بالحشاشين والسكارى طورا، وبالجراثيم والجرذان تارة أخرى! إذ لم يدر بخلد هذا المعتوه بأنه لم يترك لليبيين خيارا إلا استئصال شجرة هذه الأسرة الخبيثة من جذورها بعدما علموا أنه وزع جنونه على أولاده بالعدل كما قسم بينهم ثروة البلاد المنهوبة!! ليتفرغ هو لملابسه وأزيائه المزركشة حتى أصبح مسخرة أمام العالم يتندر الظرفاء بالحديث عنه وعن تصرفاته وأزيائه المثيرة للاشمئزاز!
أخيرا صحا المعتوه من سكرته ليجد أن ثورة 17 فبراير أودت بأحلامه وأوهامه وراحت بما تبقى له من عقل! وحملت رياحها العاتية خيمته إلى مزبلة التاريخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق