أكدت مصادر الثوار الليبيين أن انشقاقًا وقع في أوساط قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها العقيد الليبي معمر القذافي، حول الاستمرار في الاشتباكات مع الثوار الساعين للسيطرة على سرت، أحد معاقل الدعم ومسقط رأس العقيد الهارب، والتي تشهد قتالاً عنيفًا منذ أيام.
وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" الثلاثاء - نقلاً عن مصادر الثوار في سرت مساء الاثنين -: إن المعارك الشرسة المستمرة منذ الصباح بين قوات القذافي وقوات المجلس الانتقالي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين، وسط انشقاقات في أوساط قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها العقيد المخلوع.
وذكرت أن أحد القتلى هو أحد أقارب القذافي من الدرجة الأولى ويدعى عبد الرحمن عبد الحميد، وأضافت أنه "تم اغتياله على يد عائلة من عائلات قبيلة القذاذفة". وحسب الصحيفة فإنه لم يتسن التأكد من صحة هذه الواقعة من مصدر مستقل.
وأكد عضو "اتحاد شباب ثورة 17 فبراير"، محمد بوبلين في تصريحات عبر الهاتف من مشارف الجبهة الشرقية لسرت أنه توجد انشقاقات كبيرة داخل قبيلة القذافي، وقالت: إن عشرات من "المقاتلين القذاذفة" رفضوا الاستمرار في المقاومة، وألقوا بأسلحتهم، مما أدى إلى مهاجمتهم من قبل كتائب القذافي، دون مزيد من التفاصيل، بسبب صعوبة الاتصالات على الخطوط الهاتفية في ليبيا.
وتقع سرت بين العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي بشرقي ليبيا وكلاهما يسيطر عليها الآن المجلس الوطني الانتقالي، وتمثل السيطرة عليها دفعة كبيرة للمجلس في الوقت الذي يحاول فيه ترسيخ مصداقيته كحكومة وسيكون ضربة للقذافي الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه مختبئ داخل ليبيا.
وسرت هي معقل قبيلة القذاذفة المنتمي إليها القذافي، وتشكِّل السيطرة عليها إلى جانب بني الوليد وسبها آخر معاقل الدعم للعقيد الهارب هدفًا أساسيًّا للثوار الذين استطاعوا دخول المدينة أخيرًا إلا أنهم لم يسيطروا عليها بالكامل في ظل مقاومة شرسة يبديها الموالون للقذافي.
واقتحمت قوات الثوار التابعة للحكومة الانتقالية الليبية - تدعمها الطائرات الحربية التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) - الأطراف الشرقية لسرت، وخاضت معارك شوارع مع الموالين للعقيد الليبي، على بعد نحو كيلومترين من وسط المدينة، واستخدمت قوات الثوار الأسلحة الآلية في المعارك ونقلوا دبابات ومدفعية ثقيلة إلى البلدة، وفقًا لشهود عيان من وكالة "رويترز".
وتشير التقارير الواردة من هناك إلى أن المدينة تعرضت لدمار كبير، وأن المستشفيات تفتقر إلى الأدوية والمعدات، وأن بعض عائلات القذاذفة تمنع أبناء عمومتها من العائلات الأخرى من الفرار من المدينة التي "تحولت إلى مدينة أشباح"، وتعاني من انهيار كبير في إمدادات المياه والكهرباء، بينما توجد جثث ما زالت ملقاة في الشوارع.
وأدت ضربات حلف "الناتو" إلى تحطيم مقار لمدارس ومشاف كان يتحصن فيها مقاتلون لأنصار القذافي ومعدات عسكرية. وقصفت دبابات تابعة لقوات الثوار في الجبهة الغربية من سرت مواقع للموالين للقذافي في وسط المدينة.
وسبق أن انسحبت قوات الحكومة الانتقالية من سرت وبني وليد - المعقل الآخر المتبقي للقذافي - بعدما ووجهت بمقاومة شرسة من الموالين للقذافي، وحرصًا على المدنيين الموجودين بها. وبينما ظل الحصار مضروبًا والمناوشات مستمرة بين الثوار وقوات القذافي في بني وليد - توجهت قوات من الثوار للسيطرة على مدينة أخرى اسمها الغريفة - جنوب طرابلس - كانت تحت سيطرة كتائب القذافي بهدف "تحريرها" وطرد قوات القذافي منها.
الفجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق